اشتكي عدد كبير من أهالي وأولياء أمور تلاميذ مجمع مدارس أبوسيف بقرية بني قرة التابعة لمركز القوصية بأسيوط من المأساة التي تتكرر فصولها يوميا ويعيشها تلاميذ المجمع بسبب إهمال مسئولي القرية في جمع المخلفات بشكل يومي وتركها بالشارع دون أي تدخل مما يدفع المواطنين إلي إشعال النيران بها ومن ثم تصاعد الأدخنة الكثيفة الناتجة عن عمليات الحرق الخطرة والتي تغطي سماء المنطقة وهو ما ينذر بكارثة صحية ربما تؤثر علي حياة هؤلاء التلاميذ الذين يتنفسون هذه الأدخنة رغما عنهم. يقول محمد عامر خريج جامعي إن مأساة الحرق المكشوف للقمامة أمام مجمع مدارس أبوسيف هو واحدة من عمليات الحرق المتعددة لمقالب القمامة المنتشرة بالقرية بسبب تراخي المسئولين في جمع القمامة حيث يضطر الأهالي إلي إشعال النيران بالقمامة للتخلص منها بدلا من تحولها إلي تلال تؤذي المارة سواء بالمشاهد المقززة أو الروائح الكريهة وهو أمر يتطلب التدخل الفوري لإيجاد حل لهذه المشكلة. ويضيف أحمد عبد الله ولي أمر أحد التلاميذ ان نجله يموت يوميا بسبب الأدخنة الكثيفة المتصاعدة والتي تخترق الفصول الدراسية لقرب عمليات الحرق المكشوف للقمامة من سور المدرسة الخارجي وبالتالي تتصاعد الأدخنة الكثيفة وبفعل الرياح تخترق الفصول ليستنشقها أطفالنا في مأساة يومية لا نجد حلا لها في ظل صمت الوحدة المحلية للقرية لنجدتنا من هذه الكارثة الصحية. ويشير محمود حسين من أهالي القرية إلي أن الأهالي حائرون ما بين ترك مخلفات القمامة كما هي تتراكم أمام أعينهم ومن ثم تتحول إلي بؤرة تلوث تصدر الموت لهم ولسكان المنطقة وما بين إشعال النيران بها للتخلص من تلك المخلفات غير مدركين للكارثة الصحية التي ربما تصيبهم جراء تصاعد هذه الأدخنة المحملة بالجراثيم والميكروبات وفي نهاية المطاف يلجأون إلي حرق المخلفات للتخلص منها رغم خطورتها. وشاركه الرأي سيد عبد الحميد من أهالي القرية قائلا إن المشكلة الحقيقية التي بدأت تواجهنا هي انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة وغزوها للمنازل بعد أن اتخذت هذه الحشرات من مقالب القمامة بيئة ملائمة لها, لذا نطالب المسئولين بسرعة التحرك لإنقاذنا من الموت الذي يلاحقنا جراء نقل هذه الحشرات للأمراض المعدية والقاتلة. ويؤكد الدكتور أحمد كمال طبيب أن انتشار عمليات الحرق المكشوف للقمامة في الشوارع والميادين العامة يسبب العديد من الأمراض التي قد تهدد حياة الإنسان, مشيرا إلي أن الشخص الذي يخرج مبكرا للذهاب إلي عمله بدون أن يفطر ويمر بجوار مواقع تتراكم بها القمامة يصاب بمئات الميكروبات منها التي تنتج عن طريق تخمر بقايا الطعام والتي تصيب الإنسان بالنزلات المعوية الحادة والدوسنتارية الأميبية وغيرها من الأمراض وكذلك يمكن أن تصيب الجهاز التنفسي للإنسان وذلك عن طريق تطاير الميكروبات الموجود بالمناشف والمناديل الورقية التي تلقي في القمامة حيث يخترق الميكروب الجهاز التنفسي ويصيبه بخلل في التنفس, بالإضافة إلي أمراض العيون حيث يكون الشخص المجاور لموقع قمامة أقرب للإصابة بمرض الرمد الصديدي الذي ينشا أيضا عن طريق تطاير الميكروبات الموجودة بالمناشف الورقية, ويضيف لا ننسي الأمراض الجلدية التي انتشرت في الفترة الأخيرة بسبب الفطريات الجلدية التي تتمركز بالقمامة وتخترق جسم الإنسان وتصيبه بأمراض التينيا وقراع الرأس نتيجة لتفاعل الفطر داخل فروة الرأس. من جانبها أكدت المهندسة هويدا الشافعي رئيسة مركز ومدينة القوصية أنها ستقوم بزيارة مفاجئة لقرية بني قرة لمتابعة هذه المشاهد الكريهة علي الطبيعة واتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد المقصرين, مشيرة إلي ان جميع الوحدات المحلية تقوم برفع مخلفات القمامة بشكل دوري وأكثر من مرة يوميا ولكن المخلفات الكثيرة الناتجة عن زيادة استهلاك المنازل للمعلبات وغيرها من المواد البلاستيكية يؤدي يوميا إلي خروج عشرات الأطنان من المخلفات التي نسعي إلي نقلها بعيدا عن الكتلة السكنية بشكل دوري.