يعرف الجميع موقعة ذات الصواري.. تلك المعركة البحرية المجيدة التي أعادت لمصر والعرب السيطرة الكاملة علي البحر الابيض المتوسط من النفوذ البحري للإمبراطورية البيزنطية, ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية علي البحر الأبيض المتوسط رغم أنها كانت أول مواجهة بحرية يخوضها المسلمون مع قوي اجنبية ذات خبرة ودراية بالقتال البحري. ومؤخرا شاهدنا ذات الصواري في نسختها الجديدة, وفي المكان نفسه تقريبا, ولكنه ليس الزمان نفسه, حيث تغير الفكر, وتطورت المعدات, واصبح للتكنولوجيا الحديثة الدور الحاسم, ذات الصواري 2017 نسخة مصرية خالصة, وحصيلة جهد وعرق لحماة الوطن عمره قرنان من الزمان هو عمر قواتنا البحرية الحديثة, حيث تغير الحال وتبدل, وقدم رجال قواتنا البحرية لوحة فنية فائقة الجمال وباحدث الاسلحة والمعدات وبعد ان اصبح لمصر اسطولان في البحر المتوسط وفي البحر الاحمر, والاثنان يملكان احدث الاسلحة البحرية في العالم, وخبرة قتالية طويلة, ورجال وهبوا ارواحهم للوطن ولديهم استعداد للبذل والعطاء للغالي والنفيس للذود عن مصر وشعبها, وحماية سواحلها ومشروعاتها الكبري في عرض البحر, ومصالحها الاستراتيجية خارج الحدود البحرية المصرية, وبهذه الخلطة السحرية التي تملكها مصر من رجال ومعدات وروح التضحية ودخول قطع بحرية جديدة كالفرقاطة الفاتح والغواصات وحاملات المروحيات دارت احداث المناورة البحرية ذات الصواري بمشاركة رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وقادة القوات المسلحة والسفراء الاجانب وقدمت القوات البحرية عرضا بالذخيرة بمشاركة حاملة المروحيات جمال عبدالناصر والفرقاطات الشبحية الجوويند والغواصات وعدد من اللنشات السريعة والطائرات هجومية مختلفة الانواع معركة بحرية كبري للدفاع عن مواقع استراتيجية ثابته تتعرض لعدوان من اللنشات السريعة وهو نوع من التدريبات بالغة القسوة في ظروف جوية وبحرية صعبة. حيث كان الاداء مذهلا, والنتائج ايجابية بنسبة 100 % لتبرهن القوات البحرية من جديد ان ذات الصواري في نسختها الجديدة هي نفسها ذات الصواري الاولي التي تحققت من خلالها السيطرة الكاملة علي مياه البحر المتوسط والان اصبحت السيطرة علي مياه المتوسط مصرية خالصة, وان المصالح الاستراتيجية المصرية في عمق البحر في ايدي حماة الوطن. ولقد أظهرت المناورة البحرية مدي تأهيل القوات البحرية المصرية في مواجهة جميع المخاطر والتحديات البحرية, كما أثبتت كفاءة عالية في التدريب والتأهيل, وان خطط التحديث والتطوير هي حقيقيه وتسير علي أسس علمية, واصبحت ذات نمط حديث يحمل جميع معطيات العصر, لتصبح جديرة بثقة وتاريخ هذا الشعب العظيم, بفضل رؤية القيادة السياسية للموقف السياسي والعسكري في المنطقة كلها, وحسن تقديرها للأمور وتقييم للتهديدات والتحديات النمطية وغير النمطية الحالية والمستقبلية, وعلي رأسها الإرهاب الذي يتلقي دعما ماديا ولوجيستيا وغطاء سياسيا توفره أنظمة ودول مارقة تضمر الشر لمصر وشعبها, وتبحث عن الفرصة للكيد لمقدراتها, وأصبحت تخطط تحركاته ووثباته التالية لتحقيق مصالحها وأهدافها, واثبتت المناورات البحرية ايضا ان الجهد والعرق المتواصل لرجال القوات البحرية لم يذهب سدي, ولكن اصبحت القوات البحرية سدا منيعاامام كل حاقد ويمكنها ان تؤدي دورا حيويا ليل نهار في قطع خطوط الإمداد اللوجستية للإرهاب وتجفيف منابعه بكل حزم, ومنع نقل المقاتلين والتسليح عبر البحر, والقيام بمواجهة قوية حاسمة ضد أي عمل إرهابي في مناطق مسئوليتها بالبحرين الابيض المتوسط والبحر الاحمر, وانالقطع البحرية الحديثة اصبحت قادرة علي حمل قوات تدخل سريع لاي مكان خارج نطاق حدودنا البحرية قد يشكل مستقبلا تهديدا لمصالح مصر العليا جنوبا او شمالا, وفي كل الاتجاهات في نطاق نفوذ مصر الحيوي, فتحية لحماة الوطن من رجال قواتنا البحرية لما قدموه من تضحيات وجهد وعرق لبث الطمأنينة لشعب مصر العظيم.