الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية يمارسه أفراد وجماعات وتنظيمات سرية وعلنية كما تمارسه حكومات أيضا.. وما حدث أمس من مقتل50 شخصا علي الأقل وإصابة المئات في لاس فيجاس بأمريكا أثناء حفل لموسيقي الريف. عندما أمطر مسلح الجمهور بالرصاص من الطابق32 في فندق لعدة دقائق قبل أن ينتحر بإطلاق النار علي نفسه ليس بداية للعمليات الإرهابية ولا نهايتها في أمريكا- بعدما أكد العديد من الخبراء الأمنيين في العالم بأن النظم الأمريكية السابقة كانت تدعم بعض الجبهات والفصائل في عدة دول بالمال والسلاح من أجل تحقيق سيناريو التقسيم في منطقة الشرق الأوسط وأسيا مما وضع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في مأزق كبير للخروج من تداعيات وسلبيات النظم التي سبقته للقضاء علي الإرهاب العالمي والتعصب والتفرقة العنصرية داخل الولاياتالمتحدة. ويبقي سؤال هل تستطيع أمريكا الخروج من هذا المأزق وحل مشكلات الأجندة التي وضعها رؤساء أمريكا السابقون؟ بقول محللون سياسيون- أنه كما توجد منظمات إرهابية- فكذلك توجد حكومات إرهابية ومن الحقائق الثابتة أن الإرهاب لا ينتمي إلي دين أو وطن أو جنس أو لغة وهذا ما جعله ظاهرة عالمية لا تختص بها جماعة معينة ولا دولة بعينها ولخطورة الإرهاب علي المجتمعات وأضراره الجسيمة علي الشعوب والحكومات. ونشرت مجموعة جلوبال ريسيرش أن الحرب العالمية علي الإرهاب ترتدي قناع صراع الحضارات باعتبارها حربا بين متنافسين علي القيم والأديان بينما هي في الواقع حرب احتلال صريحة استرشدت بالأهداف الإستراتيجية والاقتصادية منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ومع ذلك فإن الحكومات الأمريكية السابقة كانت تمارس أبشع أنواع الظلم علي الشعوب المسلمة عن طريق إلصاق تهم الإرهاب حول العالم بالمسلمين, رغم أن الذي يمارس الإرهاب حقيقة وواقعا لم يكن فقط في الأفراد أو التنظيمات والجماعات المسلحة, بل كانت أمريكا أيضا في عهد أوباما تعد سيدة الإرهاب الأولي في العالم لدعمها جماعات مسلحة في كثير من الدول العربية من بينها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. أيضا استمر الدعم الأمريكي لفصائل مسلحة في سوريا للقضاء علي نظام الرئيس السوري بشار الأسد مثل الجيش السوري الحر وفتح الشام وجبهة النصرة, وكلها بتمويل وتسليح أمريكي لتنفيذ مخططات بعينها تخص الإدارة الأمريكية. وأكد المحللون أن ما حدث في سوريا ومحاولة تقسيم العراق و اليمن وغيرها من الدول التي تعيش أقصي درجات العنف, في إطار خطة الربيع العربي, من قبل الجماعات المتطرفة كانت تحت إشراف القيادات الأمريكية السابقة.