أجري وزير الخارجية سامح شكري, أمس, محادثات سياسية موسعة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف, وذلك خلال زيارته إلي موسكو, التي سلم خلالها رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأكيد علي اعتزاز مصر بخصوصية العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين, وتطلعها إلي الاستمرار في الارتقاء بها وتطويرها إلي آفاق أرحب. وأعرب شكري خلال المحادثات عن تقديره لمستوي الشراكة والحوار الإستراتيجي بين مصر وروسيا القائم, وفق صيغة2 +2 عبر وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين, خاصة أن مصر تعد من بين ست دول فقط علي مستوي العالم التي ترتبط بحوار إستراتيجي مع روسيا وفقا لهذه الصيغة, الأمر الذي يعكس التنامي الملحوظ في العلاقات الثنائية والتقارب المتزايد بين البلدين علي المستويات السياسية والإستراتيجية كافة. وأكد لافروف اعتزازه بالعلاقات الوثيقة بين البلدين وما تمثله الزيارات المتبادلة من فرصة مهمة لدفع مسار العلاقات الثنائية ومتابعة ما تم الاتفاق عليه علي المستوي الرئاسي بشأن برامج التعاون المختلفة, بالإضافة إلي مناقشة ملف استئناف الطيران الروسي إلي القاهرة والمنتجعات السياحية في البحر الأحمر, حيث اتفق الوزيران علي أهمية استمرار التعاون في مجال أمن الملاحة الجوية بما في ذلك إتمام التوقيع علي البروتوكولات اللازمة في هذا المجال. وأعرب شكري عن تطلع مصر لاستئناف الطيران الروسي المباشر وحركة السياحة الروسية إلي المنتجعات المصرية في أقرب وقت. في سياق متصل, التقي وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته الحالية إلي موسكو مع وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف. وبحسب تصريحات المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية, فإن وزير الصناعة والتجارة الروسي قدم في بداية اللقاء خالص تعازيه في ضحايا حادث تصادم قطاري الإسكندرية, معربا عن اعتزازه بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين والتي تسير بخطي حثيثة إلي الأمام علي مختلف الأصعدة, بالرغم من أن الأوضاع متوترة في الشرق الأوسط, منوها إلي وجود آفاق واسعة للتعاون بين البلدين, وإلي تطلعه لتعزيز التواجد الروسي في السوق المصرية في ظل ما يوفره من فرص واعدة في العديد من القطاعات الاستثمارية. وأضاف المتحدث باسم الخارجية, أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا, حيث أعرب سامح شكري عن تطلعه لزيادة حركة التبادل التجاري بما يتناسب مع مستوي وعمق العلاقات السياسية والإستراتيجية بين البلدين, فضلا عن جذب الاستثمارات الروسية ولاسيما في مجال البترول والغاز الطبيعي, والتصنيع المشترك من خلال المنطقة الصناعية الروسية المزمع إقامتها بمحور التنمية بمنطقة قناة السويس. وأكد مانتوروف أن بلاده تعول علي تحقيق المزيد من التقدم في مشروع المنطقة الصناعية الروسية, مشيرا إلي أن حكومته تعد في مرحلة البحث حاليا عن المستثمرين الروس الراغبين في الاستثمار في هذا المشروع,وأن هناك بالفعل عددا كبيرا منهم متحمس للمساهمة فيه. وأضاف وزير الصناعة والتجارة الروسي أنه ناقش هذا المشروع المهم مع دول الاتحاد الأوراسي والذي يضم في عضويته بالإضافة إلي روسيا كلا من أرمينيا وكازخستان وقيرغيستان وبيلاروسيا, وكذا مع عدد من الشركاء الدوليين الذين أبدوا رغبة في الاستثمار فيه.