مع بداية شهر رمضان تتزين المساجد لاستقبال المصلين في أبهي صورها, وتزداد تلك الاستعدادات في المساجد الكبري والتاريخية نظرا لما تشهده من إقبال كبير, إلا أن ذلك المشهد غاب عن المرسي أبو العباس, أهم مساجد مدينة الإسكندرية وهو مبني علي الطراز الأندلسي وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل, وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي, وتعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس وولديه.. وبدأ تاريخ تجديدات المسجد في سنة882 ه الموافق1477 م كان المسجد قد أهمل فأعاد بناءه الأمير قجماش الإسحاقي الظاهري أيام ولايته علي الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي وبني لنفسه قبرا بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة892 ه. واستمرت التجديدات عبر السنين..حتي أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد علي أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي ومسجدا للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش. وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه سنة1943 م.. الآن يئن المارة الزائرون وأهالي الإسكندرية لما آل إليه المسجد الأشهر بعد الإهمال وحالة التجاهل من المسئولين مما تسبب في انهيار أجزاء من السور الخارجي له وانتشار القمامة علي السلالم المؤدية إلي الأضرحة وتغير لون أركانها إلي الأسود نتيجة حرق المخلفات, واحتلال الباعة الجائلين لساحته الخارجية. يقول جابر قاسم, وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية, إن المسجد لم يشهد تطوير منذ1976, حتي تحولت ساحته إلي مرتع للباعة الجائلين والمتسولين والخارجين عن القانون, وتهدم سور السلالم المؤدية لمقام الشيخ أبو العباس المرسي, كما أغلقت المكتبة الخاصة به. ويضيف قاسم إن المشيخة تقدمت بالعديد من الشكاوي إلي محافظة الإسكندرية ووزير الأوقاف, لتوضيح الحال الذي وصل إليه المسجد ولكن دون مجيب, مؤكدا أن الوضع يتطلب تعاون وزارتي الأوقاف والسياحة والمحافظة للاهتمام بالمسجد خاصة أنه يعد أحد أهم معالم المدينة. يؤكد قاسم إن مديرية الأوقاف بالإسكندرية تحصل علي90% من أموال صندوق النذور الموجود بالمسجد, وسيطرتها علي ريع أرض الوقف التابعة للمسجد ومساحتها100 فدان. وفي المقابل, يقول الشيخ حسن عبد البصير, مدير عام الدعوة في مديرية الأوقاف بالإسكندرية, إن المسجد من الداخل فقط يقع ضمن مسئولية الأوقاف, مؤكدا أن المبلغ الذي تحصل عليه المديرية من ريع المسجد لا يتعدي ال5 آلاف جنيه شهريا, والذي وصفه بالضئيل مقابل رواتب العمال وتكاليف الصيانة الدورية. ويضيف عبد البصير إن المسجد مجهز بأفضل أنواع السجاد ومكبرات الصوت وتحرص المديرية علي تنظيفه بصفة دورية حتي يحافظ علي صورته ورونقه, حيث تعاقدت مع إحدي شركات النظافة بجانب عمال الأوقاف المختصين بتنظيفه. ويؤكد عبد البصير إن الساحة الخارجية للمسجد تقع في نطاق ميدان المساجد الذي يضم أيضا مسجدي سيدي ياقوت العرش والإمام البوصيري, وتلك المنطقة من اختصاص ومسئولية حي الجمرك. ويوضح عبد البصير إن المديرية كانت قد استعداداتها بالمسجد من أجل استقبال شهر رمضان, مشيرا إلي وضع خطة تشمل تنظيم ملتقي فكري بأبو العباس عقب صلاة التراويح يوميا, وقامت بتخصيص56 إمام من الأوقاف وواعظ من الأزهر الشريف. و قال هيثم المرسي, معاون رئيس حي الجمرك, إن اللواء محمد عقل, رئيس الحي, أصدر تعليمات بتنظيف المناطق المحيطة بالمساجد خاصة المساجد الكبري التي تشهد توافدا كبيرا من المصلين, بالإضافة إلي رفع كفاءة حدائق ميدان المساجد والاهتمام بالنظافة والإضاءة بها.