يبدو ان خطة تقسيم الدول العربية التي وضعها الغرب مازالت فوق الطاولة, وأن اعادة ترسيم الحدود بالدم هي الخيار المفضل, تتغير الاساليب والوسائل ولكن لم يتنازل الغرب عن اهدافة رغم الدمار والفوضي التي مازال العالم العربي يعيش ويلاتها حتي الآن, آخر هذه المحاولات هي تشجيع اطراف غربية لاكراد العراق بالاستفتاء علي اقتطاع5 محافظات عراقية من الدولة المركزية بما فيها كركوك الغنية بالنفط, تمهديا لإعلان دولة كردية مستقلة, والكل يعلم محاولات الغرب أيضا لتشجيع سنة العراق في نفس الاتجاه ليصبح العراق اول دولة عربية تقسم الي ثلاث دول وفقا للخطة الغربية, لا احد يستطيع ان ينكر طموحات الأكراد في إنشاء دولتهم, وهو حق مشروع, لكن إجراء استفتاء حول هذه المسألة في هذا الوقت ليس من مصلحتهم, ولا من مصلحة العراق, لانه يعد تنفيذا عمليا لأهداف الغرب في اعادة تقسيم الدول العربية كلها, ومن هنا كان موقف الحكومة العراقية التي أكدت أن قيام دولة كردية سيدفع البلاد إلي التجزئة ويشجع كل طرف علي المطالبة بإقليم ثم بالاستقلال, والعراق غير مهيأ لهذا الأمر, وبالطبع لن تعترف دولة بالاجراء الكردي غير إسرائيل, والتي يمكن أن تعترف بدولة كردية إذا أعلنت في الوقت الراهن, وكذلك رفض التحالف الوطني الشيعي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة مضي إقليم كردستان بإجراءات الاستفتاء علي الاستقلال عن العراق, وأعلن أن إسرائيل وحدها ستعترف بدولة كردية, وأكد رئيس التحالف عمار الحكيم معارضة الخطط الكردية للاستقلال عن العراق بعد هزيمة داعش, وإذا حدث الاستفتاء فإن ذلك سيكون من جانب واحد وأن سياسة الحقائق المنجزة علي الارض( الأمر الواقع) وترسيم الحدود بالدم لم تنجح في أي بلد في العالم, ولن تحقق نتائج جيدة في العراق, ومصيرها الفشل, وأنه اقترح خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استضافة مصر اجتماعا إقليميا لإيجاد خطط مشتركة تمهيدا لإنهاء الصراع الطائفي المستعر منذ عام2011 في المنطقة كلها وأن الاجتماع الذي سيضم العراق وإيران وتركيا والسعودية ومصر سيسعي إلي تحديد مجالات نفوذ كل منها, وكذلك مجالات التعاون ضد الإرهاب, هذا الرفض العراقي يقابله اصرار كردي علي اجراء الاستفتاء كخطوة اولي نحو الانفصال, حيث جدد رئيس الإقليم مسعود بارزاني عزمه علي إجراء الاستفتاء, علي رغم الاعتراضات العراقية والاقليمية, أنه ماض في إجراء الاستفتاء علي الاستقلال, وأن هناك أطرافا معينة تعمل علي ذلك, وهي بالطبع اطراف غربية غارقة في المؤامرة علي الوطن العربي كله وانه تقرر إجراء الاستفتاء مهما كانت المعوقات, وتعمل الأطراف الكردية علي تحديد مراحل هذه العملية, وأن الذين لديهم انتقادات علي الاستفتاء لم يفهموا الوضع جيدا حتي الآن, فنحن نريد إيصال رأي الشعب الكردستاني إلي العالم أجمع, وسنناقش ونتحاور مع الحكومة الاتحادية, ومع كل الأطراف الأخري, ولو تم الاستفتاء حتما فسيكون لمصلحة الانفصال, وستكون الدولة الكردية هي النتيجة الاولي والنموذج لباقي الدول العربية التي تغرق في الفوضي من المحيط الي الخليج, ومن هنا يبرز الخطر, لتستفيق الشعوب علي كابوس إعادة التقسيم ورسم حدود جديدة علي أشلاء الجثث, وخراب المدن والقري, ويظل الحفاظ علي الجيش ومساندته ودعمه بكل ما نملك هو الامل في إنقاذ مصر من مخططات ومؤامرات مازال الغرب يعمل علي تنفيذها بكل ما يملك من قوة ونفوذ, فالأمل في تمسك الشعب, وتقديره للخطر الذي يحيط بمصر والأمل في حماة الوطن لإفساد ما يحاك بليل ضد الدول العربية كلها وليس ضد مصر فقط قبل ان تلحق العراق ما حدث في السوادن.