التعامل مع التطرف في الخارج وامتداده الي الداخل الامريكي يشكل تحديا معقدا للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي القادم, فعلي مدي السنوات الخمس الماضية استمرت الصراعات في سورياوالعراق وأحبطت محاولات أمريكا الدبلوماسية لحل الصراعات واستنزفت الموارد العسكرية الأمريكية علي ما يسمي بالحرب علي الإرهاب. كما وفرت الحروب في الشرق الاوسط أرضا خصبة للمتطرفين خاصة كل من تنظيم داعش والقاعدة الارهابيين. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يجد حلا سهلا لكل هذه المشاكل, وربما كان هذا هو السبب لعدم وجود مناقشة مستمرة في حملة الانتخابات الرئاسية حول الكيفية التي ينبغي أن تتعامل بها أمريكا مع هذه التحديات. من جانبها اقترحت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا التي رفضها أوباما خوفا من المخاطرة بالمواجهة مع روسيا. ومن جانبه اقترح دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة أفكارا أكثر سوءا بما في ذلك اقتراح التدقيق الشديد الذي يمنع معظم المسلمين من الهجرة الي أمريكا, وهذه الفكرة من الممكن أن تساعد المتطرفين علي تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين المسلمين المعتدلين في كل مكان, في الوقت نفسه يدعي ترامب أن لديه خطة لهزيمة المتطرفين لكنه يرفض الكشف عنها ربما لأنه لا يعرف ما الذي يمكن القيام به لحل مشكلة التطرف. المعركة في سوريا علي سبيل المثال أصبحت عبارة عن حروب متداخلة بين الرئيس السوري بشار الاسد والمتمردين وبين ائتلاف تدعمه أمريكا وائتلاف تدعمه روسيا, بين تركيا والاكراد, وفي الوقت نفسه تدعم روسيا وايران الاسد بالقوة العسكرية بينما نجد الولاياتالمتحدة والسعودية يدعمان المتمردين والجماعات المسلحة. أما الحرب في العراق فلا تتعلق فقط بالحرب ضد داعش لكن أيضا الصراع السني الشيعي الذي تأجج منذ إسقاط ومقتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وفي الداخل ينبغي علي الرئيس الأمريكي القادم مواجهة التهديدات علي الأراضي الأمريكية من جانب المتطرفين, ولكن كل من كلينتون وترامب ليس لديهما اجابات واضحة ازاء التفجيرات التي تحدث في الداخل الأمريكي والتي تحتاج إلي مواجهات علي المستوي الإيديدلوجي والثقافي والعسكري والدبلوماسي.