أكد أندرية باران, سفير فرنسا لدي القاهرة, أن التعاون بين مصر وفرنسا حقيقة نعيشها منذ عام2014, إذ أصبحت العلاقات أكثر قوة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, وهذا تمثل في الزيارات التي قام بها الرئيسان خلال الفترة الأخيرة كان آخرها زيارة الرئيس فرنسوا هولاند لمصر أبريل الماضي. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر قرنان من العلاقات الفرنسية المصرية.. مصير وآفاق مشتركة المقام في مكتبة الإسكندرية, أمس, تحت رعاية وزارة الخارجية والسفارة الفرنسية ووزارة السياحة, وبالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمصر. وأضاف باران إن زيارة هولاند الأخيرة شهدت توقيع عدد من الإتفاقيات خاصة في مجال الدفاع والأمن مشيرا إلي أن هناك جهود مشتركة بين البلدين من أجل مكافحة الإرهاب, الذي لا يهدد مصر وفرنسا فقط بل أصبح يهدد الاتحاد الأوروبي بأكمله. وأشار إلي التعاون في المجال التجاري بين بلاده ومصر, حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والتنمية الحضارية ومشروع تطوير وتجديد ترام الإسكندرية, بالإضافة إلي مشروعات أخري لاتزال قيد الدراسة. وفي مجال التأثير والتأثر الثقافي بين البلدين, أعرب السفير الفرنسي عن سعادته أن اللغة الفرنسية تلعب دورا مهما في المجتمع المصري, وهناك عدد كبير من المصريين محبون الفرنسية, مشيرا إلي الدور الثقافي المهم الذي يلعبه كل من المركز الفرنسي وجامعة سنجور والاتحاد الفرنسي في بورسعيد. وشدد علي ضرورة تنمية هذه العلاقات التي بدأت منذ عصر محمد علي الذي قام بإرسال العديد من البعثات التعليمية إلي فرنسا فتأثر هؤلاء الطلاب بفرنسا, وهناك العديد من الشعراء والموسيقيين الفرنسيين الذين تأثروا بمصر وثقافتها. وقال حمدي لوزة, ممثل وزير الخارجية سامح شكري, إن العلاقات الثنائية بين البلدين دائما ما توصف بالصداقة, ولكن في إطار الحديث عن العلاقات التي تجمع بين مصر وفرنسا فلا تحتاج إلي دليل أو برهان للتأكيد علي عمقها وقوتها. وأوضح إن هناك إعجابا مشتركا بين مصر وفرنسا, ظهر من خلال تأثر الطلاب المصريين الذين سافروا في بعثات إلي فرنسا والذين جسدوا إعجابهم بالحضارة الفرنسية من خلال أعمالهم الأدبية أبرزهم طه حسين ورفاعة الطهطاوي وتوفيق الحكيم, وعلي الجانب الآخر لا يخفي انبهار الفرنسيين بالحضارة المصرية القديمة. وأشار إلي, أن العلاقة بين البلدين شهدت فترات إحباط, إذ مثلت حملة نابليون بونابرت صدمة عسكرية وتاريخية للشعب المصري وكذلك المشاركة في العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 بسبب تأميم قناة السويس, بالإضافة إلي عدم معرفة الحجم الحقيقي لثورة30 يونيو ترك إحباطا لدي المصريين. وأكد أنه عقب كل صدام يعمل البلدان علي تحجيم الآثار السلبية والتقدم بالعلاقات نحو الأفضل, مشيرا إلي التأثير السلبي للتراجع عن إنشاء اتحاد دول البحر المتوسط, ومشددا علي ضرورة أن يستفيد البلدان من هذا التقارب لنشر السلام في الشرق الأوسط. وأضاف: نظرا لعضوية مصر في مجلس الأمن فهناك اهتمام مشترك بين البلدين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع في سوريا وليبيا وقضية الهجرة غير الشرعية والتغير المناخي, مؤكدا أهتمام وزير الخارجية سامح شكري بتوصيات المؤتمر.