بحث العامل البسيط كثيرا عن زوجة تشاركه أحلامه وطموحه تحافظ علي شرفه وكرامته وتكون بمثابة الستر والغطاء عليه خاصة بعد أن تيسرت أحواله المادية وأصبح قادرا علي الإنفاق علي أسرة حتي استقر تفكيره علي إحدي الفتيات من منطقة سكنه بمدينة السلام بعد أن لفت انتباهه إليها أحد معارفه الذي أثره بذكر محاسنها وطيبة وسمعة أهلها. لم يتردد م كثيرا في اتخاذ قرار الارتباط بمن تشاركه بقية حياته وستكون عونا له وأسرع يطرق باب أسرتها طالبا يديها من والدها الذي رأي فيه من يصون ويحافظ علي ابنته وتم الاتفاق علي كل تفاصيل الزواج المبارك بين الطرفين حيث صار الشاب يتردد علي منزل عائلة خطيبته ن وبعد فترة من الوقت ليست بالكثيرة تمكن م من تدبير جميع نفقات الزواج وفرش عش الزوجية بالأثاث والمتطلبات الأخري وتم عقد القران المبارك وسط فرحة الأهل والأقارب وعلقت الزينة ابتهاجا بزفافهما. مرت الأيام تتبعها الشهور ورزق الزوج بأول أبنائه والذي كان بمثابة مصدر البهجة والسعادة داخل منزل الأسرة الصغيرة وكأي عائلة انغمس الزوج في العمل يدبر النفقات وانكبت الأم علي رعاية صغيرها ومنزلها تعد الطعام لرب المنزل تنتظر وصوله بعد انتهاء عمله في لهفة واشتياق بعد يوم من العمل الشاق. استمرت حياة الزوجين علي هذا المنوال وتكالبت المتاعب علي الأم بعد أن رزقهما الله بالأطفال تباعاحتي اكتملوا خمسة من الأبناء بدأت حينها المشاكل والخلافات تطرق بابهما بين الحين والآخر بسبب كثرة احتياجات الأسرة والتي تتزايدبصفة يومية إلا أنه في بعض الأوقات كانت تشتد حدة الشجار بينهما وتتطور إلي هجر الزوجة منزلها ولكنها دائما ما كانت تذوب سريعابعد تدخل الأهل. دارت عجلة الزمان والحال علي ما هو عليهوكبر الأبناء وأصبحوافي المراحل التعليمية المختلفة, حيث تمكن أحدهم من التخرج من كليته والزواجوالإنجابحتي صار م ون جدين بعد ربع قرن من الزواجوعلي خلاف المعتاد بعد طول العشرة بينهما بدأت الشكوك تساور م في سوء سلوك زوجته ن زادت معها المشاحنات والخلافات بينهما فشلت خلالها محاولات الصلح من الجميع تكتم بعدها م علي أمره وأصر علي تقويم سلوك زوجته كما هيأ له ذهنه من خلال منعها من الخروج خارج المنزلوحبسها بإحدي الغرف. كان اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء هشام لطفي يفيد بورود بلاغ إلي المقدم علي فيصل رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان منشرطة النجدة بوجود متوفاة بمساكن العبد. بالانتقالوالفحص بمعرفة النقيب أحمد إبراهيم معاون المباحثعثر علي جثة ن. ف. خ24 سنةربة منزل ومقيمة محل البلاغ( توفيت إثر إصابتها بجروح متفرقة بالجسم نتيجة إلقاء ماء مغلي عليها). بإجراء التحريات وجمع المعلومات بقيادة العقيد علاء بشندي مفتش مباحث الفرقةتبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوجهام. س. ن54 سنة عامل ومقيم بذات العنوان. بإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط وحدة مباحث القسم بقيادة المقدم علي فيصل رئيس المباحث وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه وبمناقشته أقر بارتكاب الواقعة بسبب وجود خلافات زوجية بينهما بسبب شكهفي سلوكها فقام بإلقاء ماءمغلي عليها محدثا إصابتهاوالتي أودت بحياتها واعترف بقيامه بحجزها داخل إحدي الغرف لمدة ثلاثة شهور لمنعها من الخروج من المنزل وإدخال الطعام لها بين الحين والآخر إلا أنها في الفترة الأخيرة امتنعت نهائيا عن تناول الطعام فقام بإلقاء ماء مغلي علي وجهها. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.