أعرب عدد كبير من أهالي محافظة أسيوط عن استيائهم الشديد من جنون الأسعار التي قفزت بشكل خيالي يفوق القدرات المادية لمواطني أسيوط التي تعد من أفقر محافظات الجمهورية وهو ما أدي إلي عجز الأهالي عن مواجهة انفلات الأسعار وأصاب حركة البيع والشراء بالشلل التام, مشيرين إلي وقوعهم بين سندان القيمة المضافة ومطرقة الدولار وسط غياب تام للرقابة علي الأسواق التي يتحكم فيها التجار بدعوي أن الحكومة قامت بتطبيق ضريبة القيمة المضافة, فضلا عن عجزها عن الحد من ارتفاع سعر الدولار. يقول حسام خليفة محمد موظف إن الوضع أصبح لا يطاق, حيث وضعت الحكومة المواطن البسيط تحت مقصلة جشع التجار الذين لا يوجد رقيب عليهم ويتحكمون في الأسواق كيفما يشاءون, حيث فوجئنا ما بين عشية وضحاها بارتفاع كبير في أسعار جميع السلع والخدمات المقدمة للمواطنين بالرغم من تأكيدات الحكومة إعفاء51 سلعة من ضريبة القيمة المضافة ولكن حقيقة الأمر أن الارتفاعات شملت جميع السلع التي يحتاجها المواطن, حيث بدأ التاجر يتعلل بأن سبب زيادة الأسعار هو تطبيق ضريبة القيمة المضافة وبالنسبة التي يقررها هو دون الالتزام بالأسعار المقررة لذا نناشد المسئولين سرعة التحرك الفوري لضبط الأسعار وردع التجار. وأوضح أحمد عبد الله سيد عامل أن الغلاء يتفشي داخل أسواق أسيوط, حيث رفع أصحاب المحال الأسعار بشكل غريب للغاية وبدأ الوباء ينتقل من مكان إلي آخر ومن بائع إلي آخر حتي وصل الأمر إلي أن إحدي السيدات ممن تقوم ببيع الخضراوات والجرجير حينما طلبت منها شراء3 حزم جرجير ومددت لها النقود فوجئت بها تصرخ في وجهي وتقول ان سعر الحزمة قفز من35 قرشا إلي75 قرشا أي إلي الضعف تقريبا وذلك بسبب ارتفاع الدولار وهنا اصابتني الدهشة وتساءلت: هل وصل بنا الأمر إلي استيراد الجرجير من الخارج بالعملة الصعبة أم أن تلك السيدة ركبت موجة الغلاء واستخدمت الجملة الشهيرة التي يستخدمها كبار التجار دون وعي منها؟!!, وهو أمر لم أجد له تفسيرا سوي غياب الرقابة عن الأسواق. ويضيف فهد محمد عامر طالب جامعي أن أسعار السلع والخدمات خرجت عن السيطرة تماما, حيث يقوم كل تاجر ببيع السلع بالأسعار التي تتناسب مع جشعه, حيث فوجئت في أثناء شرائي كارت شحن محمول بقيمة10 جنيهات بالبائع يخبرني بأن الكارت أصبح سعره12 جنيها بسبب ضريبة القيمة المضافة وبائع آخر يبيعه بسعر13 جنيها وكذلك الأمر فيما يخص علب السجائر, حيث قام عدد كبير من التجار بتخزين كميات كبيرة من عبوات السجائر والامتناع عن بيعها وفوجئنا بتوفيرها بالأمس بكميات كبيرة ولكن بأسعار مبالغ فيها. وطالب خالد محمود عيسي محاسب مسئولي الدولة بالتحرك سريعا لوقف موجة الغلاء التي أشعلها جشع التجار بالأسواق, حيث ان الأمر في غاية الخطورة بسبب قيام البعض باستغلال تلك الأزمة في تصعيد الأوضاع سياسيا بأن الدولة عاجزة عن كبح جماح الأسعار وردع جشع التجار وبات المواطن البسيط عاجزا عن توفير احتياجاته الأساسية. من جانبه, أكد المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط انه سيتم شن حملات مستمرة علي الأسواق من خلال التنسيق بين مديرية التموين ومباحث التموين وتم بالأمس مداهمة عدد من محال الهاتف المحمول وضبط المتلاعبين بأسعار كروت الشحن وتحرير محاضر ضدهم, فضلا عن شن حملات مختلفة علي الأسواق لضبط الأسعار والتصدي للمخالفين.