مونتريال.. الافتتاح المناسب في المهرجان المناسب

المسابقات الثلاث تخلو من الأعمال المصرية والعربية وتزخر بالمشاركات الإيرانية والتركية والإسرائيلية

جاء عرض الفيلم الكندي قبلني كما تحبني أمس الأول في افتتاح ومسابقة الدورة الأربعين من مهرجان أفلام العالم بمدينة مونتريال الكندية, والتي تستمر حتي فجر6 سبتمبر المقبل بتوقيت القاهرة, بمثابة الافتتاح المناسب للمهرجان المناسب,
حيث إنه من إنتاج إقليم كيبك الناطق باللغة الفرنسية والذي تنتمي إليه مونتريال, كما يتمتع بمستوي فني عال ويعد أفضل أفلام المخرج الكندي أندريه فورسييه, الذي شارك بأفلامه عدة مرات من قبل في المهرجان, وفاز منه بخمس جوائز, وكان عضوا في لجنة التحكيم الرئيسية عام.2006
وقال بعض النقاد, ساخرين: إنه مناسب للدورة الأربعين لأنه يدور في أربعينيات القرن الماضي خلال الحرب العالمية الثانية, ويناقش تداعياتها وتأثيرها علي الوضع والحياة في الجزء الفرنسي من كندا في ذلك الوقت.. وفي رأيي الشخصي, يعد العمل أفضل افتتاح لمهرجان مونتريال منذ سنوات, ليس فقط لأنه جيد الصنع, ولكن لأنه يوضح إلي أي مدي تطورت سينما كيبك.
وأعتقد أنه لن يتم تجاهل الفيلم من قبل المحكمين في ليلة الختام.. ويرأس لجنة التحكيم الرئيسية للمسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة, والتي تتولي أيضا تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة, المخرج والسيناريست الروسي سيرجي بودروف, وتضم في عضويتها المنتج والمخرج الكندي كلود جانيون, والسيناريست والمخرج الصربي جوران ماركوفيتش, والمنتج والمخرج الإيطالي دونالد رونفو, والسيناريست والمخرج الأرجنتيني إيليزيو سوبييلا, والمخرج النيوزيلندي لي تماهوري.
وهناك مسابقة دولية مستقلة للأعمال الأولي لها لجنة تحكيم مستقلة أيضا ترأسها هذا العام الناقدة الإيطالية ماريانجيولا كاستروفيلي, وتضم في عضويتها الناقد والسيناريست الكندي موري أليوف, والناقد الفرنسي الكبير بيير أونري دولو, الذي شارك في تأسيس برنامج نصف شهر المخرجين بمهرجان كان السينمائي الدولي وأداره علي مدي ثلاثين عاما.
وتخلو المسابقات الثلاث, الطويلة والقصيرة والأعمال الأولي, من المشاركات المصرية والعربية كالعادة, فيما تزخر بالمشاركات الإيرانية والتركية والإسرائيلية كالعادة أيضا.. ففي المسابقة الدولية, التي تضم23 فيلما, وهو رقم ضخم, سواء بالنسبة لمونتريال أو أي مهرجان آخر, تشارك إيران بفيلم مقعد سينما للمخرج محمد رحمانيان, وتركيا بفيلم زنبق الماء المتمايل لسيرين يوسي.. وفي مسابقة الأعمال الأولي, تشارك إيران بفيلم سرعة لأمير أحمد أنصاري, وتركيا بفيلمي غبار لجوزدي كورال وعشاء وقرار لجوركم يلتان, وإسرائيل بفيلم تحت الصمت لإيريز مزراحي وسحر شافيت.
وأعلنت إدارة المهرجان عن ضيفي شرف هذه الدورة, وهما النجمة الفرنسية الكبيرة إيزابيل أدجاني والممثل الأمريكي المعروف ويلام دافو.
وتشارك سلطات مدينة مونتريال في الاحتفال بالدورة40 بالتوسع في المساحة التي تخصصها سنويا لبرنامج سينما تحت النجوم, أو في الهواء الطلق, حيث تغلق شارع سانت كاترين, أكبر وأهم شوارع المدينة, طوال فترة إقامة المهرجان, وتخصصه للمشاة فقط, وتنصب في منتصفه شاشة عرض عملاقة أمامها عدد كبير من المقاعد لعرض أفلام مختارة من المهرجان مجانا علي الجمهور كل ليلة.
وتواصل سوق الفيلم, المقامة طوال أيام المهرجان, تنظيم برنامج الإنتاج الدولي المشترك للعام الثاني والعشرين علي التوالي, وهو يستهدف تيسير عمليات المشاركة والتمويل والتبادل بين المنتجين والموزعين حول العالم في جميع أشكال الإنتاج: الروائي الطويل والقصير والتحريك والوثائقي.