صرخات مكتومة وحسرة في القلوب وعيون حائرة زائغة تتساءل عن شبابها وفلذات اكبادها التي تناثرت جثثهم في لمح البصر عقب تحطم الطائرة المفقودة التي سقطت فجر أمس في بحر من الظلمات للأبد ذلك كان المشهد المؤلم والعاصف داخل قرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية, التي عاشت حالة من الحزن والوجوم فور وصول خبر استشهاد خمسة من ابناء القرية, وهم: هيثم سمير ديدح وخالد الطنطاوي نملة, وخالد عبدالخالق علام وأحمد ياسين العشري, ووليد عبدالسلام نصار اللذين استقلوا الطائرة المتجهة إلي القاهرة لزيارة عائلاتهم لكنهم لم يصلوا. وأضبح مشهد أسر الضحايا ممن تمر عليهم في المنازل يأسرك لا يعرفون سوي الصمت فقط بينما كان الجميع من الاهالي في حالة جمود وألم لايوصف حزنا علي فقدان خيرة ابنائها العاملين بفرنسا حيث تشتهر القرية بهجرة طيورها الشابة إلي عاصمة النور باريس بحثا عن رزقها وبعيدا عن الغموض الذي لايزال يكتنف ويحيط باسباب سقوط الطائرة المصرية عقب اقلاعها من مطار شارل ديجول وحالة الصمت من جانب عائلات واقارب الضحايا الذين كانوا في حالة من الذهول غير مصدقين الواقعة بعدما قرروا التمسك بخيط من الامل الرفيع والتزام الهدوء لحين اشعار آخر نجح مندوب الأهرام المسائي بصعوبة بالغة في التقاط بعض الكلمات من أفواه جيران واصدقاء الضحايا. وبنبرات حزينة فاجأنا محمد سليم موظف ان صديقة خالد الطنطاوي نملة أحد ضحايا الطائرة المصرية انه كان مسافرا لفرنسا للسياحة لمدة15 يوما فقط وليس للعمل واثناء عودته استقل الطائرة الموعودة, حيث انه يعمل مهندس الكترونيات بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وانه ميسور الحال ومتزوج منذ عامين فقط ولديه طفل صغير, وقد كتب القدر نهاية مأساوية له متمنيا ان يلهم الله الصبر لوالدته المدرسة بالمعاش بعد وفاة والده منذ فترة والذي كان يعمل مفتش تموين بمكتب سمنود وان يعوضها خيرا في شقيق الضحية الاصغر أحمد الذي يعمل مهندسا ايضا. وأضاف إبراهيم الجندي- مدرس- وأحد جيران الضحية هيثم سمير ديدح32 عاما الحاصل علي دبلوم زراعة انه سافر إلي فرنسا منذ8 سنوات وتزوج هناك من مغربية ولديه ابنه في عمر الزهور تدعي نجلاء والبالغة من العمر خمس سنوات, حيث كانت بصحبة والدها علي الطائرة لمرافقته في زيارة والدها لأسرته بميت بدر حلاوة, مؤكدا أن الضحية كانت آخر زيارة له منذ7 أشهر من أجل الاطمئنان علي شقيقة الاصغر ووالدة الذي يعمل موظف بمدرسة التجارة بسمنود ووالدته ربة المنزل, مشيرا ان الخبر وقع علي الجميع كالصاعقة عندما علموا ان نجلهم الشاب كان بالطائرة وبصحبة نجلتة, حيث توجه جميع افراد الاسرة لمطار القاهرة للاطمئنان علي تفاصيل الواقعة وهل هناك من نجا منها غير مصدقين ما حدث. في حين قال حسن مدبولي إن الضحية الثالثة خالد عبد الخالق علام يعمل في فرنسا منذ15 عاما وهو دائم السفربين القاهرةوفرنسا, حيث انه متزوج منذ سنوات طويلة من إحدي سيدات القرية ولديه أسرة مستقرة ببلدته وهو يعد سفيرا لشباب القرية في باريس.