أكد خبراء الاقتصاد علي ان المشروعات القومية التي سعت الحكومة في تنفيذها خلال الفترة الماضية, ساهمت بشكل واضح في جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية المباشرة, لافتين الي ان مشروعات البنية الاساسية علي وجه الخصوص كان لها مفعول السحر في زيادة حجم الاستثمارات الاجنبية خلال الفترة الماضية وما تم من توقيع اتفاقيات مع ملوك ورؤساء الدول العربية والأجنبية... وقال الدكتور هشام إبراهيم, استاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة, ان معظم المشروعات القومية التي سعت الحكومة في تنفيذها خلال الفترة الماضية كانت لها اثر كبير علي جذب الاستثمارات الأجنبية الي مصر, موضحا ان مشروعات البنية الاساسية علي وجه الخصوص تعد هي البوابة الرئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية. واضاف انه خلال العقدين ونصف الماضيين كان هناك تقاعس عن تنفيذ مشروعات البنية الاساسية او حتي اعمال الصيانة الخاصة بالمشروعات الموجودة بالفعل, لافتا الي ان ما تم خلال العامين الأخيريين في قطاع البنية الاساسية يعد امرا جيدا, خاصة في قطاع الكهرباء والتي شعر بها المواطن المصري وكذلك المستثمر الأجنبي. وأشار الي ان المشروعات القومية للاسكان تعد قاطرة للعديد من المشروعات الاخري والتي تمثل عاملا مهما من عوامل جذب الاستثمارات الاجنبية, موضحا ان هذا القطاع يحتوي علي العديد من القطاعات الاخري مثل الحديد والاسمنت واعمال الكهرباء وغيرها الكثير والكثير مما يمثل مصدرا جيدا للاستثمارات الاجنبية المباشرة. ولفت الي ان هناك العديد من المشروعات الاخري المتعلقة بتطوير الموانئ, مثل ميناء شرق بورسعيد, وميناء غرب الاسكندرية, وميناء دمياط, والتي مازالت بحاجة الي عامين تقريبا حتي يتم الانتهاء منها وتظهر اثارها الايجابية علي المواطن وعلي الاستثمارات الاجنبية. واوضح ان حجم الاستثمارات الاجنبية مايزال يعد ضعيفا للغاية, وان مصر بحاجة الي ان تصل الي معدل يصل الي20 مليار دولار سنويا حتي يصبح هناك معدل نمو اقتصادي معقول, مشيرا الي ان هذا الرقم لا يعد بالرقم الكبير ولكنه رقما يمكن الوصول اليه. ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم المصري. استاذ الاقتصاد والعميد الأسبق لكلية الادارة بأكاديمية السادات, انه خلال الفترة القليلة المقبلة استطاعت مصر جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة, وليس ادل علي ذلك من زيارات ملوك ورؤساء الدول العربية والأجنبية لمصر وحجم الاتفاقيات التي تم توقيعها مع هذه الدول. واضاف ان المشروعات القومية التي سعت اليها مصر خلال الفترة الماضية, ساهمت بشكل واضح في جذب المستثمرين العرب والاجانب, مشيرا الي ان مشروع قناة السويس في حد ذاته يعد مشروعا قوميا لافتا لأنظار دول العالم, خاصة وانه تم دون الحصول علي اية قروض او مساعدات خارجية. ولفت الي ان جميع المستثمرين الاجانب يعلمون جيدا اين يتوجهون باستثماراتهم, لكي يحققوا الارباح التي يسعون اليها, وهذا اكبر دليل علي ان المشروعات القومية التي انتهجتها الحكومة خلال الفترة الماضية كانت عامل جذب لهؤلاء المستثمرين بشكل واضح. واكد المصري انه بالنظر الي حجم الاستثمارات الحالية نجد انه لايزال قليلا للغاية, مقارنة بحجم الفرص الاستثمارية الواعدة الموجودة في مصر, وبالتالي فنحن بحاجة الي مزيد من المتابعة لضمان تنفيذ الاتفاقيات التي تمت خلال الفترة الماضية علي ارض الواقع, خاصة ونحن نملك جميع مقومات النجاح لهذه الاستثمارات.