دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس صفحة جديدة علي درب العمل العربي المشترك بين جناحي الأمة العربية مصر والسعودية بما يفتح المجال امام انطلاقة حقيقية تعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة في مجال العمل المشترك, مواجهة مشتركة للتحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تواجهها الأمة العربية. وجاء اعلان الجسر البري بين البلدين ليشكل علامة فارقة علي وحدة المصير حيث اعتباره خبراء السياحة شرين للخير ويواصل خادم الحرمين الشريفين اليوم زياراته في بلده الثاني مصر بزيارة الأزهر الشريف, حيث يلتقي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف, في زيارة هي الأولي من نوعها يقوم بها العاهل السعودي للأزهر الشريف الذي يعد قلعة الوسطية في العالم الإسلامي بعد لقائه امس بمقر اقامته الدكتور أحمد الطيب وبحث سبل تدعيم التعاون وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب وإرساء دعائم السلام في العالم أجمع. أهدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كسوة الكعبة المشرفة, وذلك خلال زيارته للأزهر الشريف أمس في أول زيارة رسمية يقوم بها عاهل سعودي للجامع الأزهر. من جانبه, أصدر الدكتور أحمد الطيب قرارا بتوثيق الزيارة رسميا ووضع الكسوة بالجامع الأزهر بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين. ودعا خادم الحرمين الشريفين وفضيلة الإمام الأكبر الأمة العربية والإسلامية إلي الوحدة خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تستهدف الأمة وتسعي إلي تمزيق صفوفها, مؤكدين أهمية استمرار التعاون والتكاتف بين المملكة العربية السعودية والأزهر الشريف للحفاظ علي الثوابت الدينية ونبذ الفكر المتطرف. وشدد الجانبان علي أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من تكثيف الجهود والتنسيق المشترك لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك مؤكدين أن الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية يد واحدة في مواجهة الإرهاب. وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يقدر الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية مع أشقائها العرب تجاه أمن ووحدة أمتنا العربية والإسلامية بما يسهم في إرساء دعائم السلام والتعايش المشترك فيما أشاد العاهل السعودي بجهود الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب. وكان العاهل السعودي وشيخ الأزهر قد قاما فور وصولهما إلي الأزهر الشريف بأداء ركعتين تحية للمسجد أعقبتها جولة تفقدية في الجامع الأزهر قام خلالها المستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر بعرض فكرة عن اتفاقيات المشروعات الخاصة بترميم الجامع الأزهر وبناء مدينة البعوث الإسلامية الجديدة, وتخلل الزيارة لقاء بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشيخ الأزهر تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقام خادم الحرمين الشريفين وشيخ الأزهر بوضع حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية الجديدة للوافدين بمنحة من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وعقب وضع حجر الأساس أمر العاهل السعودي باستكمال مدينة البعوث الإسلامية الجديدة لتستقبل40 ألف وافد من120 دولة حول العالم للدراسة بالأزهر الشريف حيث من المقرر أن تستهدف المرحلة الأولي منها5000 وافد وتكفل الملك سلمان بالمرحلة الثانية والتي تشمل35000 وافد. وخلال الزيارة دعا الإمام الأكبر والملك سلمان للعاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بالمغفرة والرحمة. حضر الزيارة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والمستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر والدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية, ومن الجانب السعودي وزير الشئون الإسلامية صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ووزير الخارجية عادل الجبير ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف وعدد من الأمراء والوزراء.