تتداعي الأحداث وتتصاعد علي نحو كبير في المنطقة العربية علي نحو أماط اللثام عن الكثير من الحقائق التي كانت من قبل في حكم التكهنات والنبوءات حول تلك الحرب المعروفة بالحرب العالمية الثالثة وأيضا كما تعرف وفقا للنبوءات التوراتية بحرب هر مجدون. ومن المؤكد أن تطورات الأحداث ولا سيما بعد تلك الأزمة بين إيران والمملكة السعودية وبغض النظر عن تقييم مواقف الأطراف من حيث الخطأ والصواب فإن تلك الواقعة يمكنها أن تكون الشرارة في إندلاع صراع طائفي جارف لحرب طائفية مدمرة تأكل الأخضر واليابس والتي بات يتوقع معها الكثيرون وقوع تلك الحرب العالمية المرتقبة. ولكن علينا أن نكون أكثر دقة في التعامل مع معطيات الموقف وتحديد موقف الدول الأطراف في ذلك الصراع وهي تلك الأطراف المباشرة وهي إيران والسعودية وبقية الدول الأخري التي يغلب عليها المذهب الشيعي والسني وتلك الأطراف غير المباشرة علي الأقل في الوقت الحالي والتي سوف تكون الطرف المباشر والأصيل عندما يحتدم أوار الصراع وهي إسرائيل كطرف أصيل يقف وراء كل ما يحدث وهو الذي يحرك المتغيرات ويستغل ويوظف الأحداث بل هو الذي يقوم بخلق تلك الأحداث..في ذلك السياق للتحليل يتضح لنا أن كل هذه الأطراف وهي الدول العربية وحتي تلك غير العربية مثل إيران ولكنها تنتمي إلي منطقة الشرق الأوسط في إطار ذلك المفهوم الاستعماري الذي يأتي ضمن المخطط الصهيوني وخطوات ومراحل تحقيقه, وهذه كلها لا تعدو أن تكون سوي قطع شطرنج يتم تحريكها من قبل إسرائيل مستترة وراء القوي الدولية ذات المصالح العارضة وهي تحقيق الهيمنة الإستراتيجية علي المنطقة والاستفادة من النفط الذي تعتمد عليه الحضارة الغربية كمصدر رئيسي للطاقة وهو سوف يستمر كذلك لأمد غير قصير. فما يحدث الآن هو إحدي خطوات ومراحل المخطط الصهيوني والذي يهدف إلي تفتيت المنطقة العربية وهدم نظمها السياسية والتخلص من القوي الإقليمية فيها والتي يمكن أن تقف حجر عثرة أمام تحقيق أحلامها..وقد رأينا ذلك في الحرب العراقيةالإيرانية وفخ غزو الكويت من جانب العراق ثم غزو العراق وتمزيقه وقد كان العراق بمثابة حجر الصدمة لها مما أعاق استكمال مخططاتها فلجأت الي تهييج وتأليب القوي السياسية في المنطقة العربية من خلال إستخدام وتوظيف أزماتها الداخلية كالبطالة وعدم التمكين والتهميش لقطاعات كبيرة من المجتمعات التي تعيش في العشوائيات وكانت بمثابة الوقود لتلك الثورات ذات الوجه الشبابي المعروف بثورات الربيع العربي. ورأينا ما آل اليه وضع ليبيا وسوريا واليمن حيث تحول الصراع السياسي إلي مواجهات ما بين القوات النظامية في هذه النظم وتلك الميليشيات والجماعات التي تكونت علي أساس عقائدي..وقد كانت الطائفية هي المحرك لذلك الصراع من هنا يأتي الخلاف ما بين السعودية وإيران كأحد المراحل المتقدمة في ذلك الصراع لكي يتم توسيع نطاق عمل الطائفية ما بين الشيعة والسنة وقد رأينا بوادر ذلك في العراق ما بين الشيعة والسنة والذي بدأ بتفجير المساجد وكانت هذه هي الخطوة الأولي وبالونة الإختبار لاستخدام مفهوم الطائفية في إشعال الصراع لاندلاع تلك الحرب المرتقبة. ومن المؤكد أن جاهزية إيران من خلال استنفار تلك النزعة التوسعية لديها أي الحلم الفارسي وصراعها مع دول الخليج هو الذي يجعلها الطرف الأساسي في تلك الحرب الطائفية ولكي ما تتحقق مقولة بوش الابن بأن إيران ستكون السبب في إندلاع الحرب العالمية..ولكن الحقيقة أن إسرائيل هي الطرف الرئيسي في ذلك الصراع وصاحبة المخطط لاحتلال المنطقة وإقامة دولة إسرائيل الكبري. [email protected]