رغم إزالتها من قبل جهاز المدينة وقوات الأمن عادت العشوائيات مرة أخري لتفرض نفسها علي مدينة6 أكتوبر, وتتحدي القانون وهيبة الدولة في مشهد أثار غضب مواطني المدينة , خاصة بعد أن شوهت السويقات وفروشات الخضار والفاكهة شوارع المدينة وتخطيطها العمراني الذي تم تصميمه ضد العشوائيات بالأساس. يأتي الحي السادس وما يجاوره من أحياء وتجمعات سكنية علي رأس أحياء6 أكتوبر, اكتواء بنار الباعة والإشغالات.. هذا ما رصدته جولة الأهرام المسائي في الحي السادس وكذلك الثاني عشر. ويستحوذ باعة الخضار والفاكهة علي أكثر من80% من مساحة الشارع الرئيسي الذي يمتد من منطقة السوق القديمة إلي المجاورة الأولي والمساكن المعروفة بأبوالوفا كما تقول وفاء محمد ربة منزل من قاطني حي الشباب إسكان63 مترا مؤكدة أن هؤلاء الباعة قاموا بسد مدخل حي الشباب, ببضاعتهم والخيام التي أقاموها, إضافة إلي ما يقوم به بعض الصبية الذين يعملون معهم من مضايقات للأهالي ومعاكسات للفتيات. فرحنا كثيرا عندما حضرت قوات من الجيش والشرطة قبل عدة أشهر, وقامت بإزالة الباعة والإشغالات وعاد الوجه الذي تعودنا عليه للمنطقة, لكن لم تمض سوي أيام قليلة حتي عادوا مرة أخري, هكذا قالت صفاء عبدالعليم مدرسة وهي تشير إلي أحد الباعة وقد قام بتشغيل أغاني المهرجانات بصوت عال مستعينا بسماعات من الحجم الكبير علي بعد خطوات من شرفات العمارات السكنية. في الناحية الأخري من الشارع وكما هو الحال في عدة أحياء سكنية بالمدينة تحولت العمارات من الأسفل إلي محلات للمشويات والحلويات وعدد كبير جدا من المقاهي التي احتلت الحدائق المواجهة لتلك العمارات, إضافة إلي المخابز السياحية والإفرنجية, وهو أمر, كما يقول لؤي محمد محام مخالف للقانون الذي يحظر استخدام الشقق في غير الغرض السكني, لكنهم يضربون بالقانون عرض الحائط, في غفلة من الجهات- علي حسب قوله-. ويؤكد بائع55 عاما رفض ذكر اسمه, صاحب فرشة الفاكهة, أنه يمتلك محلا بأحد المولات التجارية, ولكنه اضطر إلي الفرش في الشارع بسبب ركود حركة البيع والشراء داخل المول بعد أن استحوذت الفروشات علي جميع الزبائن. ويعترف البائع أن هناك موظفين بالجهاز يخطرونهم بموعد أي حملة إزالة قبل حضورها وهو ما يجعلهم مستعدين لها, حيث يقومون برفع بضائعهم والعودة مرة أخري بعد زوال الخطر.