لعب الفن التشكيلي دورا بالغ الأهمية في إثراء الحياة الثقافية والفنية بمصر حيث قدم الفنان د.احمد رافت الناقد التشكيلي والخبير التربوي العديد من الإبداعات الفنية منذ الستينيات ومازال عطاؤه الفني زاخرا بمشاركته بأربع لوحات بمعرض تحيا مصر الذي ينظمة قصر ثقافة طهطا الاثنين المقبل ويستمر لمدة عشرة أيام حتي تم اختيار تصميمه ليصبح الشعار الرسمي لمحافظة سوهاج بجانب فكرته بإقامة متحفه للفن الحديث بالصعيد الذي يفتقر الي مثل هذه المتاحف سالناه عن ظاهرة سرقة اللوحات الفنية وعن دور الفنان التشكيلي في الحرب الدائرة علي الإرهاب فكان للأهرام المسائي هذا الحوار: كيف تري ظاهرة سرقات اللوحات التشكيلية ؟ حالات سرقة الأعمال الفنية الثمينة تحدث باستمرار بداية من لوحة السد العالي لعبد الهادي الجزار والخشخاش لفان جوخ وصولا إلي اختفاء200 لوحة للفنان جورج البهجوري ويعاني تلك الظاهرة أكبر متاحف العالم, آخرها حادثة سرقة تمثال الطفل العليل للمثال ميداردو روسو من المتحف الإيطالي للفن الحديث والذي تمت سرقتها في وضح النهار وأمام عدسات المراقبة, لا يعني ذلك الاستهانة بما حدث مع كثير الفنانيين الذي وصلت أسعار اقتناء لوحاتهم الي أرقام فلكية داخل وخارج مصر, والبعض يمكن أن تصل لافضل من ذلك اذا أحسن تسويقها من خلال متخصصين يديرون قاعات المزادات العالمية المتخصصة مثل سوزبي لبيع الأعمال الفنية المعاصرة بلندن وفروعها بأمريكا واليابان ودبيلكن أقترح نشر صور كل الأعمال التي تمت سرقتها في كل وسائل الميديا المتاحة بهدف التضييق علي اللصوص والمساهمة في استعادتها. ما هو دور الفنان التشكيلي في الحرب الدائرة ضد الإرهاب ؟ عرف الحكام والقادة دور الفنان ضد الإرهاب والعدو منذ الأزل ومن أجل ذلك عظموا منزلته بين سائر الناس فالفراعين سجلوا انتصاراتهم ودحرهم للعدو في أكثر من مكان له قدسية مثل المعابد, وهو ما نشاهده في لوحات الفن القبطي المنتشرة في كنائس مصر وأديرتها مثل لوحة قديس علي جواد يصرع الشيطان بمار جرجس اما المتحف الإسلامي بالقاهرة فتشهد كل مرحلة من مراحله بداية من العصر الأموي وحتي العثماني أعمالا تشهد بدور الفنان في محاربة الشر مرسومة ومكتوبة بأنواع الخط العربي في اللوحات وصفحات الكتب وعلي قطع السلاح والمشغولات الزجاجية والمعدنية والخشبية. هل يمكن أن تتحول الفرشاة إلي سلاح وتكون قادرة علي الإقناع والإمتاع ؟ نعم الفرشاة سلاح فعال وأتذكر علي سبيل المثال لوحة الجورينيكا لبيكاسو, مجزرة صبرا وشاتيلا للفنان الفلسطيني عبدالهادي شلا وغيرهما الكثيرون فالموضوع متناول علي مر العصور منذ أول رسم ملون لإنسان محارب عثر عليه منذ مائة ألف عام تقريبا علي حوائط كهوف أوشيرا شمال أستراليا والهند وزيمبابوي وتاسيلي جنوبالجزائر وحتي الآن مازالت الصورة قادرة علي الإقناع والإمتاع, ولها أهميتها في جميع مناحي الحياة فالفن سلاح في يد الحاكم والمحكوم علي حد سواء وقد اطلق عليه حديثا مصطلح القوي الناعمة لكن قديما وصفه بعض الحكام القوي الكامنة فأستفادودا منه في ضبط نفوس رعاياهم علي الحب والطاعة. تصميم شعار سوهاج من أهم ابداعاتك.. حدثنا عن تلك التجربة؟ كانت مسابقه أراد بها د. علي إبراهيم محافظ سوهاج الاسبق تغيير الشعار لأنه كان يستحق التغيير بدلا من الشعار القديم الذي لا يمثل حضارتنا القديمة او الحديثة الذي يرمز إلي كوبري أخميم محاطا بسنبلتين من القمح فتم تشكيل لجنة قررت طرح مسابقة لتصميم شعار جديد شارك فيه معظم فناني مصر وكان لي الشرف أن يفوز تصميمي ليصبح شعارا للمحافظة وتبرعت بقيمة الجائزة المالية لصالح حملة سداد ديون مصر انذاك.