الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق لم تكن هذه المقولة مجرد بيت من الشعر يتغني في مدح الأم ودورها في بناء المجتمع, فالتجارب اختلفت والمشاعر مابين الحزن والفرح ألمت بقلوب الأمهات, علي مدي السنوات الأربع الماضية تلك السيدة التي أفنت سنوات عمرها في تربية أبنائها وقدمتهم فداء للوطن, كان لزاما أن تلقي الأهرام المسائي الضوء عليهن قبيل أيام من الاحتفال بعيد الأم والاقتراب منهن قليلا, لنكتشف أننا أمام سيدة من نوع خاص, حملة علي عاتقها مشاق الحياة وخاضت جميع حروب البقاء من مهنة لأخري لتربية الأبناء. مشاهد الدم والنار وجثامين الشباب التي ملأت شوارع المحروسة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والعيش الكريم, وآمال المستقبل الواعد, ذكريات لم تكن الأم لتنساها والتي نزفت دموعها حزنا علي فقيدها إلا أن تلك الأم لم تنتظر مكافأة تعويض عن فلذة كبدها فيكفي ابنها فقيدها يكون شهيدا في حب الوطن. وعلي جانب آخر اختارت العديد من الأمهات الابتعاد عن شاشات التليفزيون وأقلام الصحافة, إلا أن تجاربهن لم تعد ملكا لهن وإنما لابد أن يتعلم منهن نساء العالم كيف تكون التضحية بالغالي والنفيس.