نشأ وائل فى أسرة متوسطة الحال ليس بينها أى مجرم وعندما اشتد عوده اتجه للعمل فى المقاولات وحقق نجاحات لا بأس بها حتى أصبح مقاولاً يحصل على أعمال مختلفة فى القطاع الخاص والحكومى، وبدلاً من التوسع فى مجاله الذى تميز فيه عن غيره وأن يرضى بالمال الحلال فإذا به ينحرف عن الطريق الصحيح، بعد أن أدمن المواد المخدرة. وبات أسيراً لها لا يقدر البعد عنها يسهر حتى الساعات الأولى من الصباح مع أصدقاء السوء ويحرص على حضور الأفراح وجلسات السمر ينفق ببزخ غير مدرك أن العمليات الإنشائية التى تعاقد عليها أصابها الإهمال ولم يصرف مستخلصاتها لتتراكم الديون عليه ويطارده العمال بالاتصالات والمقابلات الشخصية للسؤال عن حقوقهم المالية ولعب الشيطان فى رأسه ووجد أن أنسب السبل للحصول على المال الاتجار فى الحشيش الخام وراح يبحث عن المصادر السرية التى توفر له الكميات اللازمة من هذا المخدر حتى وجدها واتفق معها على عقد صفقات بموجبها تدبر له ما يلزم من الحشيش. وكان اللواء منتصر أبوزيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائى لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر إجرامية يزاول من داخلها نشاط الاتجار بالمواد المخدرة تستوجب ملاحقة من يعمل بها وضبطه واتخاذ الإجراءات القانونية حياله حتى لا يتمادى فى أفعاله التى تضر المجتمع المحيط به. على الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعى رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيدين محمد طلعت رئيس فرع غرب وإبراهيم صدقى مأمور مركز التل الكبير والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمى عبد الصمد رئيس مباحث التل ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسى وإبراهيم ناجى ورامى الطحاوى. ودلت تحرياتهم عن أن المدعو وائل 27 سنة مقاول بناء مقيم فى منشية ناصر بالقاهرة تعرف على حسين 33 سنة نجار مسلح له سجل جنائى وعمرو 30 سنة عاطل والاثنان من ساكنى ذات المنطقة ارتبطا بعلاقة وطيدة مع بعضهم البعض وحثهم الأول على الاتجار فى الحشيش الخام لأنه السبيل الوحيد فى تعويض الأزمة المالية التى يعيشونها للعائد المادى الجيد الذى يوفره لهم ويقضى على معاناتهم مع أسرهم وأضافت إن زعيم عصابة الكيف عقد اتفاقات مع مصادر سرية فى منطقة الشيخ سليم واشترط عليها توفير حصتين له من الحشيش الخام أسبوعياً يأتى إليهم لشرائها وتصريفها بطرقهم الخاصة بين زبائنهم الذين يثقون فى التعامل معهم. وأشارت التحريات إلى أن المتهمين من تجار المخدرات المعروفين فى محيط محل إقامتهم يتردد عليهم الشباب المدمن للحصول على الحشيش المغربى الفاخر بثمن يقل عن مثيله فى أسواق أخرى وهذا ما شجع المتهمين على زيادة حجم تعاملاتهم عما سبق فى بداية ثورة 25 يناير التى ساهم الانفلات الأمنى إبان حدوثها فى ظهور تجارتهم. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط عصابة الكيف وأعد ضباط مباحث القسم ورجال الشرطة السريين للإمساك بهم ونصبوا لهم كميناً فى منطقة وكالة التل واشتبكوا معهم بالرد على الرصاص الذى أطلقوه وأصيب خلال هذه المواجهة المتهم الثانى بطلق نارى فى الفخذ والمجند إبراهيم أبو اليزيد 20 سنة بشظية فى القدم ونقل الاثنان الى المستشفى للعلاج وتم ضبط الجانى الأول والثالث داخل سيارتهما التى تحمل رقم ع. ه. ه 385 ميكروباص متلبسين وبحوزتهم كمية من الحشيش الخام وطلقات حية وفارغة وهاتفين للمحمول ومبلغ مالى. وبمواجهة تجار الكيف بما أسفرت عنه واقعة الضبط انهاروا واعترفوا بالاتجار فى المخدرات للتربح من ورائها وبعرضهم على محمود حسن وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهم تحت إشراف محمد يوسف رئيس نيابة التل الذى أمر بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم فى الميعاد.