بعد أن تركتنا.. النجمة الجديدة.. وبعد قصة حبها الصريحة لي.. وبعد أن أيقظتها من حكاية حبها هذه كما ذكرتها في يوميات ممثل العدد الماضي.. وجلس صديقي النجم أمامي.. ونظرنا إلي فنجان القهوة وقال.. القهوة بردت؟ قلت له.. الحمد لله!! قال لي لقد أبعدتنا بحكايتها عن الحكاية الهامة التي حكيتها لي عن ذلك الحصان النجم الكبير في عالم سباق الخيول.. وكان نجما مشهورا.. وحكيت لي كيف كان يعامل معاملة النجوم من كل المشاهدين وأصحابه ورعايته بعد الفوز من خلال طبيب بيطري خاص به.. وقبلا الجوكي الذي كان يركبه.. وإطعامه بالسكر من صاحبة.. ووقفته الرائعة أمام الكاميرات التي تلتقط له الصور لنشرها في المجلات والجرائد المتخصصة في عالم سباق الخيول.. وكانت وقفته أمام الكاميرات كأكبر النجوم عندما تفوز.. ثم دموعه عندما سقط علي الأرض وهو يجر عربة جاز وقمت بإنقاذه من ذلك الشاب الذي يقود عربة الجاز وفي يده كرباج يضرب بها هذا الحصان والمطر ينزل بشدة.. وطين الشارع يلوثه.. ويغطي كل ملامحه.. ولكنك إكتشفت أنه حصان من أبطال سباق الخيل.. بعد أن إكتشفت لونه الأبيض وأنت تمسح الطين من علي رأسه.. ورقبته!! كانت هذه القصة قد وقعت منذ خمسة عشر عاما.. وكان إصرارك علي حكايتها لي.. وعند سؤالي لماذا ذكرتها لي هذه الأيام.. بكل تفاصيلها فقلت.. إن الشاب الذي كان يقود عربة الجاز.. عندما شاهد تعاملي مع الحصان قال لك.. إن الحصان لاينفع أن يجر عربة جاز.. لأنه كبر.. وليست دي شغلته لأنه كان حصان سباق الخيول.. ونجما من كبار نجوم الفوز بأي سباق.. ولكنه أصابه العجز.. وإشتروه رخيصا.. وأصبح لايصلح حتي أن يجر عربة جاز.. ومرت لحظة صمت بيني وبين صديقي النجم.. ثم أكمل حديثه.. لقد سألتك لماذا هذه القصة الرائعة قمت بسردها الي؟! وقلت به ياصديقي النجم.. كنت أخشي أنا وأنت نجوم في عالم السينما.. أن يصبح أحدنا نجما يجر عربة جاز!! قال صديقي النجم.. كيف ياصديقي!! قلت له.. اسمع ياصديقي الطيب.. إن هناك في عالم الفن.. والمسرح والسينما بالذات نجوما.. أصبحوا بلا عمل.. نجوما كانوا في عالم سباق النجومية.. ولكن مع مرور الزمن.. تغيرت كثيرا من المعايير الفنية.. ظهر نجوم ونجمات في عز الشباب وجوها جديدة.. وعلاقات بين نجوم السينما تغيرت موازينها.. وموضوعات الأقلام.. وتغيرت الأحداث فيها.. لايستطيع النجوم الكبار الذين أصابهم البعد القهري عن اختيارهم لهذه النوعية من الأعمال.. وقد يكون سبب الإبتعاد من النجوم أنفسهم لأن مايقدم من أفلام لايناسب نجوميتهم وقدراتهم الفنية التي حافظوا عليها.. وإحتراما لماضيهم الذي هو تاريخ رائع لايمكن التهاون به.. حتي يصبحوا خيولا تجر عربات جاز في عالم الفن!! وهناك أمثله كثيرة.. لهؤلاء النجوم الذين لم يعد لهم مكان في كثير من الأعمال.. وأصيب كثيرون منهم بالألم المانع.. والكبرياء الفني الذي ابدعوه أن يسألوا عن العمل بعد أن كان الطلب عليهم يأتي من خلال إحترام الذين يطلبونهم للعمل.. بشكل قدراتهم.. ونجوميتهم التي مازالت تحيط بهم.. ويشير إليها الجماهير.. في كل لحظة.. أو مكان يشاهدونهم فيه.. بالسؤال أين أنتم يانجومنا.. الأعزاء!! وهناك مشاكل تواجه هؤلاء النجوم.. ولعدم طلبهم في أعمال عديدة.. ضاع دخلهم المادي الذي كانوا يعيشون به.. ويدفعون ضرائبا للدولة طوال مشوار الطلب المستمر عليهم.. ومنهم من باع مثلا سيارته.. لكي يعيش بثمنها فترة هذا البعد عن طلبهم للأعمال.. ومنهم من أصيب بالمرض.. وقد يحتاج العلاج إلي مصاريف.. وتتأخر الدولة أن تساهم في علاجه.. وأموال علاجه علي نفقة الدولة من حقهم لأنها من خلال حصيلة الضرائب التي دفعوها في أيام كثرة أعمالهم ذلك أن تعلم ياصديقي أن نقابة الممثلين مثلا.. تقوم بعلاج الزملاء.. ولكن في حدود مالية محدودة وفقا لميزانيتها.. ذلك أن تعلم أن النجم الذي يحتاج إلي المال.. إذا أراد أن يحصل علي مال من النقابة.. عليه أن يحال إلي المعاش.. بمعني أن يترك العمل.. ليحصل علي معاشه من النقابة.. وهو مبلغ خمسون جنيها شهريا!! وهناك طبعا نجوم إستطاعوا أن يستمر الطلب عليهم بمجهودات فنية.. ووسائل الطلب عليهم.. بصوت عال من الجماهير.. و شركات الانتاج التي تتعامل معهم بالملايين.. وتحصل الشركات أموالا أيضا بالملايين من خلال عرض أعمالم.. من القنوات.. والإعلانات.. وهذا شئ رائع لكل النجوم الذين لم يصبهم دور التقاعد لاسمح الله!! ونظرا إلي صديقي النجم. وأنا أسرد بسرعة أسباب خوفي من أن يصبح أي نجم مجرد نجم يجر عربة جاز..!! وإلي لقاء!!