التنظيم رأي أن عبد المجيد خائن لاعترافه علي أسماء شركائه وسلم المتهم الثاني سلاحا ليدافع به عن نفسه عند محاولة القبض عليه ..ونمضي في ملاحظات النائب العام المستشار محمود منصور المحررة في الحادي عشر من يوليو عام1949, والتي يبدأها بملاحظاته علي اعترافات المتهم الأول, حيث تورد المذكرة: أولا: اعترف المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن بقتل المغفور له دولة محمود فهمي النقراشي باشا وقرر انه كان عضوا في خلية سرية من جماعة الاخوان المسلمين وأنه في يوم السبت السابق ل تاريخ حادث قتل دولة النقراشي باشا أي يوم18 ديسمبر سنة1948 حضر اليه المتهم الثاني محمد مالك يوسف وهو رئيس خليته في منزله حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا وطلب منه ان يذهب لمقابلة أحمد فؤاد في منزله بالعباسية فتوجه اليه وجلس معه في غرفة في فناء هذا المنزل حيث سلمه احمد فؤاد ستة جنيهات وكلفه بشراء ثلاثة امتار من قماش أسود ليصنع منه سترة كاملة لضابط بوليس كما سلمه جنيهين لشراء الأزرار والنجوم والحذاء وأبلغه بأن الاختيار قد وقع عليه لقتل النقراشي باشا وكلفه بأن يقابل المتهم الثالث عاطف عطية حلمي في محل استرا بميدان الخديوي اسماعيل وبأن يبحث عن مقهي قريب من زارة الداخلية وان يتحقق من رقم تليفونه فذهب إلي مقهي الاعلام الواقع عند تقاطع شارعي السلطان حسين وعماد الدين وبه تليفون رقمه49066 ومنها إلي محل نجار بميدان الاوبرا فاشتري منه ثلاثة امتار من قماش أسود بسعر المتر210 قرشا وقد وجد مثبتا بدفتر ذلك المحل بيع هذا القماش بمقاسه وث منه في تاريخ18 ديسمبر سنة1948 ثم اشتري الازرار والنجوم وذهب إلي محل أسترا بميدان الخديوي اسماعيل حيث تقابل مع المتهم الثالث عاطف عطيه ثم ذهبا معا إلي دكان, تبين عند الارشاد انه دكان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز وانتظر عبدالمجيد في الخارج ودخل عاطف هذا الدكان ثم خرج منه وواصل سيره مع عبدالمجيد حتي وصلا إلي دكان مجاور لدكان الترزي عبدالعزيز احمد البقلي المتهم الخامس وحضر هذا إلي الدكان المجاور حيث اخذ مقاسه كما أجري له البروفة في دكانه في مساء اليوم نفسه ثم قابله في اليوم التالي يوم الاحد19 نوفمبر سنة1948 امام سينما إيزيس حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر وذهبا معا إلي منزل الترزي حيث أجري له بروفة ثانية كما اشتري عبدالمجيد احمد حسن في هذا اليوم حذاء أسود اللون سلمه للمتهم الثالث عاطف عطية حلمي وتقابل في المساء مع الضابط أحمد فؤاد بناء علي اتفاق سابق أمام دار الحكمة في شارع قصر العيني ثم ذهبا معا إلي منزل عاطف عطية وهناك وافاهم المتهم السادس السيد سابق محمد التهامي وقدمه اليه عاطف عطيه فتلا عليه السيد سابق بعض الآيات والأدعية مبررا له ارتكاب الجريمة وأوصاه بتلاوة دعاء خاص في طريقه الي ارتكاب الحادث وفي صبيحة يوم الاثنين20 ديسمبر سنة1948 ذهب إلي منزل في شبرا عينوه له حيث وجد الحذاء والسترة فلبسهما في حضور احمد فؤاد ثم ذهب إلي قهوة الاعلام وطلبه احمد فؤاد فيها تليفونيا باسم حسني وذلك علي سبيل التجربة وفي يوم الاحد التالي26 ديسمبر سنة1948 ذهب ثانية إلي ذلك المنزل بشبرا حيث سلمه احمد فؤاد المسدس ورسم له بهو وزارة الداخلية وحدد له مكان وقوفه فيه ثم لبس السترة العسكرية وذهب إلي قهوة الاعلام علي سبيل التجربة مرة أخري وفي يوم الحادث ذهب مرة ثالثة إلي ذلك المنزل حاملا المسدس واستبدل فيه بملابسه السترة العسكرية وذهب إلي قهوة الاعلام حيث تلقي اخطارا تليفونيا باقتراب موعد وصول المجني عليه فقصد من فوره إلي وزارة الداخلية ودخل إلي البهو بالطابق الارضي متوسلا بتلك السترة وانتظر فيها حتي قدم المجني عليه وسار في طريقه إلي المصعد فاطلق المتهم عليه من اليسار ومن الخلف رصاصتين وسقط بعد ذلك علي الارض وانطلقت من المسدس رصاصة ثالثة. المتهم يتعرف علي شركائه: وقد تعرف المتهم الأول علي المتهمين الثاني والثالث والسادس وهم محمد مالك يوسف وعاطف عطية حلمي والسيد سابق محمد التهامي عند عرضهم عليه بين آخرين وأرشد عن منازل المتهمين محمد مالك يوسف وعاطف عطية حلمي وعبدالعزيز أحمد البقلي كما أرشد عن منزل احمد فؤاد عبدالوهاب ووصفها جميعا ووصف محتوياتها من الداخل وصفا دقيقا تبين من المعاينة صحته كما ارشد عن مسكن بالطابق الأول من المنزل رقم25 شارع علي يونس بشبرا وهو المنزل الذي كان يستبدل فيه ملابسه والذي تبين انه مملوك للشاهد العاشر محمد أحمد دياب. ثانيا: تبين ان أحمد فؤاد الذي قصده المتهم الأول في اقواله هو الملازم اول احمد فؤاد عبدالوهاب ضابط البوليس ببندر بنها وقد كان ملحقا ببوليس ادارة الجوازات بمطار ألماظه في تاريخ الحادث ونقل بعد ذلك إلي بندر بنها ثم قبض عليه بعد اعتراف المتهم الأول عليه ولكنه تمكن من الهروب من الضابط المعين لحراسته فتعقبته قوة من رجال البوليس إلي المزارع وتبادلت معه اطلاق النار فأصيب برصاصة وتوفي علي الأثر. ثالثا: تبين عند البحث عن المتهم الثاني محمد مالك يوسف في ليلة23 مارس سنة1949 بعد اعتراف المتهم الأول عليه انه كان يعمل في نوبته بمطار الماظه حتي الساعة الثامنة من مساء يوم22 مارس سنة1949 ولكنه اختفي عقب ذلك وشاهده أحد رجال البوليس الملكي حوالي ظهر يوم23 مارس سنة1949 وهو يلجأ إلي منزل قريبتين له ولما حاول ضبطه ضربه بمقعد وفر هاربا وقد ضبط بعد ذلك بمدينة الاسكندرية في يوم14 مايو سنة1949 واستجوب في التهمة المسندة إليه فنفي في بادئ الأمر معرفته بالمتهم الأول عبدالمجيد أحمد حسن ثم قرر بعد أن تعرف هذا عليه انه يعرفه حقيقته كما يعرف الضابط احمد فؤاد عبدالوهاب وان هذا الاخير كلفه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا بأن يمر علي عبدالمجيد في منزله وان يطلب منه الذهاب لمقابلة احمد فؤاد في منزله وقد زعم انه لم يكن يدري الغرض من هذه المقابلة كما ذكر ان احمد فؤاد كان قد طلب منه قبل ذلك ان يدرب عبدالمجيد علي قيادة السيارات. ثم عاد وقرر في رواية أخري انه تعرف إلي كل من المتهم الاول عبدالمجيد احمد حسن والضابط احمد فؤاد عبدالوهاب في نادي جمعية الشبان المسلمين وعرف أولهما باسم حسني والثاني باسم فريد وانه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا بنحو عشرة أيام او اسبوعين قابله ثانيهما في قهوة البسفور وطلب منه ان يبلغ الأول عند رؤيته له في نادي الشبان المسلمين انه يريد مقابلته فأبلغه ذلك ثم علم بحادث القتل ورأي صورة القاتل في الصحف وبعد ذلك بنحو أسبوع دعاه أحمد فؤاد عبدالوهاب لمقابلته في قهوة البسفور فلما قابله نصحه بأن ينفي صلته بالقاتل ولما فتش منزله في مساء يوم22 مارس سنة1949 وعلم ان البوليس يجد في القبض عليه سلمه فؤاد احمد الصادق الذي كان احمد فؤاد قد عرفه به مسدسا ليدافع به عن نفسه عند محاولة القبض عليه كما عمل هو وغيره من جماعة الاخوان المسلمين علي إخفائه في منازل متعددة بمدينتي القاهرةوالاسكندرية وفهم منهم انهم يؤلفون جمعية سرية وانهم اعتزموا الا يسلموه إلي البوليس حيا. دور محمد مالك والد حسن مالك في القضية: رابعا: قرر مصطفي كمال عبدالمجيدالمتهم في قضية الجناية رقم41 سنة1949 مصر القديمة بإلقاء قنابل علي سيارة سعادة رئيس مجلس النواب في تحقيق قضية الجناية العسكرية رقم227 سنة1948 الوايلي انه اجتمع مع المتهم محمد مالك يوسف في احد المنازل التي كان يختفي بها ودار بينهما حديث قال فيه محمد مالك ان عبدالمجيد احمد حسن قد خانه وخان الاخوان بالافصاح أسماء شركائه في الجريمة عن وقد اعترف محمد مالك بحصول هذا الحديث وقرر انه قصد بالخيانة التي اسندها لعبدالمجيد انه اتهمه كذبا بالاشتراك في حادث القتل. خامسا: نفي المتهم الثالث عاطف عطية حلمي بادئ الأمر صلته بالمتهم الأول عبدالمجيد أحمد حسن ولكنه عدل عن ذلك بعد ان تعرف عليه هذا المتهم في عملية العرض وقرر أنه يعرفه من قبل إذ كان من شهود مشادة وقعت بينه وبين آخر وهو يستمع إلي محاضرة في دار المركز العام للاخوان المسلمين في سنة1945 وانه قابله مصادفة قبل الحادث بنحو اسبوعين في ميدان الخديوي اسماعيل علي مقربة من محل استرا ثم رافقه إلي منزله ودار بينهما حديث طويل فهم منه ان الاخوان المسلمين اعتزموا قتل النقراشي باشا فلم يوافقه علي ذلك. سادسا: اعترف الدكتور السيد بهجت الجيار في تحقيق خاص بمعاونة المتهم الثاني محمد مالك يوسف علي الفرار بأنه هرب هذا المتهم في سيارة من القاهرة إلي الاسكندرية وقرر ان المتهم الثالث عاطف عطيه حلمي كان قد اقترح عليه في شهر مايو سنة1947 تكوين خلية طبية لمعالجة الاخوان المسلمين مما قد يصابون به بسبب تدريبهم علي استعمال الاسلحة وأنه قابله اخيرا من نحو شهرين ونصح له بأن يتخذ لنفسه اسما مستعارا لأن دعوة الاخوان قد تناهض بالقوة فيتطلب الامر الرد علي هذه القوة بمثلها وزعم الدكتور الجيار بعد ذلك أنه لا يذكر إن كان من حدثه في هذه الشئون هو عاطف عطيه أو أحد غيره. سابعا: قرر المتهم الخامس عبدالعزيز احمد البقلي ان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز حضر له في دكانه وأخبره بأن شخصين سيحضران اليه ليصنع لأحدهما سترة عسكرية وبعد يومين حضر له المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن في سيارة مع شخصين ودخل المتهم الأول مع احدهما إلي دكانه فأخذ مقاسه ثم اجري له بروفة في دكانه في اليوم التالي ولما اتم صنع السترة سلمها الي زميل ذلك المتهم وقد تعرف علي المتهم الثالث عاطف عطية حلمي عند عرضه عليه بين آخرين وقرر انه يشتبه في ان يكون هو زميل المتهم الأول الذي حضر معه إلي دكانه. ونوقش المتهم الخامس فيما قرره عامله مصطفي عبدالمنعم المنوفي الشاهد التاسع من انه اخذ الجاكته وخرج بها من الدكان وعاد بها بعد اجراء البروفة فقرر انه خرج بالجاكته حقيقة بعد ظهر ذلك اليوم وعاد بها بعد نحو نصف ساعة وزعم انه كان قد اخذها لرفيها ولكنه عدل عن ذلك وعاد بها إلي الدكان. والي اللقاء في العدد القادم لنقرأ ماذا قالوا شهود الإثبات في القضية المفصلية في تاريخ الإخوان.