أمريكا تتقشف والطبقة الوسطي تختفي.. ومحللون: استمرار أزمة الدين أو الحرب مع اقتراب عام2014 زادت تكهنات العرافين وضاربي الودع وقارئي النجوم حول أهم الأحدث الاقتصادية والسياسية الأمريكية التي يمكن أن يشهدها العالم, وعلي الرغم من وجود بعض الاختلافات فيما بين تلك الآراء, إلا أن هناك العديد منهم اجمعت علي أن الوضع الاقتصادي للولايات المتحدةالأمريكية لن يكون أفضل مما كان عليه عام2013, حيث يري لاري أديلسون الخبير الاقتصادي الأمريكي, أنها ليست نهاية العالم, ولكن كل ما هنالك هو تدمير الطبقة الوسطي التي هي قوام أي مجتمع قوي بسبب اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء وأن مؤسسات وول استريت المالية جنت و ستجني أرباح تلك الأزمة, حتي بعد زوال حظوة الدولار. وعلي الرغم مما جاء في التقرير الصادر أخيرا عن بنك كريدي سويس المعني برصد ثروات العالم كل عام, والذي أشار في تقريره لعام2013 إلي أن ثروات العالم تضاعفت ستة أضعاف عما كان عليه عام..2000 حيث بلغت(241) مليار دولار, إلا أنه اشار إلي أن أغلب هذه الثروات ستصب في مصلحة المؤسسات المالية في وول استريت, لأن الأزمة المالية مفتعلة. ولأن الأرقام تتحدث عن نفسها فنصف سكان العالم يمتلكون(1%) فقط من هذه الثروة, وأن أغني(10%) من سكان العالم يستحوذون علي(86%) من الثروات, وأن)1%( من البشر يمتلكون(46%) من الثروات!, حسبما أشار موقع جلوبال ريسرش. وذكر التقرير أن العالم سيشهد خلال العقد المقبل مليار مليونير, وهو ما يعادل(20%) من سكان العالم, مما يفقد كلمتة ملياردير هيبتها وجلالها, لكي تظهر كلمة جديدة في العالم وهي السوبر ملياردير!!! وأنه خلال العام المقبل فقط سينضم إلي قائمة المليونيرات حوالي(500) ألف شخص جديد. ان أزمة الدين الأمريكي ليست وليدة الخمس سنوات الماضية.. بل بدأت بالفعل منذ ثمانينيات القرن الماضي.. عندما تبني الرئيس رونالد ريجان سياسة تقضي بتخفيف الضرائب عن الأغنياء والمستثمرين, وتحميل المواطن الأمريكي بها, مما جعل المستثمرين ينصرفون عن الاستثمار في القطاعات الاستهلاكية الرئيسية من غذاء وصناعة, وتكثيف جهودهم علي المضاربات في البورصات العالمية التي أضرت بشعوب العالم, وتسببت في هذه الأزمة الاقتصادية. وفيما يتعلق بمستقبل الأزمة المالية الأمريكية, والعالمية إلي حد كبير, فيشير بول كريج روبرتس مساعد وزير الخزانة الأمريكي في عهد الرئيس ريجان إلي أننا لسنا في حاجة إلي توقعات, لأن الأمر بات واضحا, فعندما يحجم بن برنانكي رئيس البنك المركزي الأمريكي عن تولي مدته الثانية كرئيس للبنك فإن هذا يرجع إلي خشيته من أن يكون كبش فداء الإدارة الأمريكية في العام المقبل. ودلل كريستوف استيجليتز الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد لعام2001 علي ذلك بقوله, في صحيفة وول استريت جورنال, أن سياسة التقشف التي تنتهجها الولاياتالمتحدة هي أكبر خطر علي المجتمع الأمريكي في عام2014, فعندما توجد سياسة تقشف ينخفض الطلب, وعندما ينخفض الطلب تتراجع معدلات التنمية وتزيد البطالة, وعندما تزيد البطالة تنخفض الأجور, وتقل المساعدات الاجتماعية, وهو ما حدث بالفعل أخيرا في امريكا والاتحاد الاوروبي, وبالتالي تزداد الفجوة اتساعا بين الأغنياء والفقراء, وتختفي الطبقة الوسطي التي هي صمام أمان أي مجتمع يفكر في اقتصاد قوي. ونظرا إلي أن الحرب تعد, في مثل تلك الأزمات الاقتصادية, هي المخرج, فيشير( شارلز نينر)- مستشار اقتصادي لدي بنك جولمان ساكس الأمريكي- إلي أن الحرب حتمية بالنسبة للولايات المتحدة للخروج من تلك الأزمة, والشاهد هنا الأزمة التي حدثت عام1923, وما تلتها من حرب عالمية أنعشت الاقتصاد العالمي حينئذ. ولأن روسياوالصين يدركان أهمية الحرب بالنسبة للولايات المتحدة الآن, فقاما بتحريك اسطولهم البحري في البحر المتوسط و بحر الصين استعدادا لأي حرب تشنها واشنطن للخروج من الأزمة. وفي النهاية أجمع الخبراء علي أن الدولار لن يعود إلي ما كان عليه قبل الأزمة, ولن تغرب شمسه العام المقبل, وأن سقوطه لن يكون مدويا ولا سريعا, لسبب واحد فقط: وهو عدم وجود عملة بديلة تحل محله في الأسواق العالمية, وهذا لا يعني أن اعتماد الأسواق العالمية علي الدولار حتي الآن سيجعل هناك بريق أمل لإنقاذه, بل علي العكس هذا الاعتماد أحد اسباب الأزمة وشقاء الدولار. رابط دائم :