سادت جلستي مع صديقي نجم المشاكل لحظات صمت... طويلة لم أستطع أن أخرجه من حالة الصمت التي يعاني منها... في إنتظار إجابتي عن الحالة التي يمر بها.... وسيطرت شخصية القاضي التي يقدمها علي المسرح طوال7 سنوات... وفي صمتي... تذكرت كثيرا من الحالات التي يمر بها الإنسان وعندما تسيطر عليه شخصية المنصب الذي يعيش فيها... تذكرت كثيرا من الشخصيات ومعظمهم لم يكونا من الممثلين... ولكنهم شخصيات عادية... وهم في مناصب هامة.... وكيف كانت شخصيات المناصب التي يحتلوها... تؤثر عليهم تماما... ويصبح كل منهم يعيش داخل شخصيات مناصبهم... ومرت علي نماذج لهذه الحالة.... منصب الوزير مثلا يصبح من يعيش فيها أحيانا.... يتعامل مع كل من حوله أنه وزير وله سلطات الوزير يمارسها في منزله... أو مع أصدقائه وإن كان... حاكما... يتحول إلي حكم تحتله شخصية الحاكم... ويصبح حاكما.... ويتعامل مع كل الناس.... بصفته حاكما لأن الشخصية قد سيطرت عليه... وجعلته ينسي أنه إنسان يقوم بمنصب الحاكم أو الوزير... أو القاضي الذي إحتلت صديقي النجم.... الجالس أمامي الآن وسيطرت عليه تماما... وجعلته قاضيا... ويعيش في إيهامها... فجأة أفقت علي صوت ضربات.... كتلك التي تصدر من مطرقة القاضي عندما يريد صمتا في جلسة المحكمة أو عندما يعلن عن إنهائها.... رفعت الجلسة!!! أفقت فعلا.... وهو ينظر إلي في إنتظار إجابتي عما يعانيه من سيطرت شخصية القاضي التي يقدمها منذ سنوات علي كل كيانه!! قلت له... هذه الحالة ليست خاصة بك وحدك... وأخبرته عن كل مادار في صمتي ونماذج الشخصيات التي يصبها مرضي سيطرة الشخصيات عليهم وهم غير ممثلين... وأختفت أن هذه الحالة تحدث لكثير من النجوم... فهم عندما يقدمون شخصية معينة لها مواصفات خاصة... أجبرت الممثل في الإندماج الكامل في مع تفاصيلها... وتتكرر معه... حتي في فيلم... أو مسلسل... أو المسرح..... ويكون الممثل قد وصل مع هذه الشخصية لإقتناعه بها. وحبه لها... إلي درجة التوحد بينه وبينها... خصوصا إذا نالت هذه الشخصية النجاح الجماهيري التي تصدق هي الأخري تماما أن الممثل الذي أمامها ليس هو النجم فلان... ولكنه الشخصية الفلانية التي تشغل حيزا جميلا... وإبداعا فنيا خاصا... في أحداث العمل الفني... ويصل الأمر إلي أن يناديه الجمهور بإسم الشخصية التي يمثلها... وليس بإسمه مما يؤدي إلي زيادة سيطرة الشخصية التي يمثلمها... وليس بإسمه مما يؤدي إلي زيادة سيطرت الشخصية علي وجدان الممثل نفسه وينس إسمه... ويصبح وزيرا... أو رئيسا... أو قاضيا... وتصبح ياصديقي الناطق بكلامها... وتتحرك حركتها... وتبحث عن الهروب منها... وكيف تنسلخ من تصرفاتها... وكثيرا من النجوم إستطاعوا أن يتخلصوا من سيطرة الشخصيات التي قدموها وظلوا بعد موتها فترة طويلة... وذلك عن طريق العلاج النفسي... وأشهر هؤلاء النجوم.... النجم السينمائي الكبير شون كونري جيمس بوند... صاحب أول ظهور سلسلة أفلام جيمس بوند وظل شين كونري... بطل6 أفلام من هذه السلسلة التي وصلت إلي23 فيلما... وقدمها نجوم عالميين علي التوالي... المهم أن شخصية جيمس بوند... سيطرت تماما علي النجم كونري... وأصبح هو في حياته العادية... جيمس بوند التي يقدمها علي الشاشة.... وكان الحل... أن ذهب كونري إلي الطبيب النفسي.. وطلب منه أن ينقذه من جيمس بوند... ليعود إلي شخصيته الحقيقية شين كونري.... وبعد جلسات علاج هرب كونري... من بوند.... وخرج جيمس بوند من وجدان شين كونري.... وتغير النجم كونري.... بعد أن أصبح حرا... وأصبح ممثلا حديدا في أدواره علي الشاشة... حتي حصل علي لقب... سير شين كونري فأنت ياصديقي النجم في حاجة إلي طبيب نفسي... وربما أن تحصل علي لقب نجم النجوم المصري...!! بعد الشفاء.... ورفعت الجلسة.. وإالي الطبيب النفسي.!! وإلي العدد القادم!!