ماذا لو تم الإفراج عن مبارك في عهد المعزول؟ سؤال ظل يراودني علي مدار الساعات الماضية, خاصة بعد دعوات شيوخ الفتنة لشباب الإخوان المغرر بهم بحلق لحاهم والاندساس وسط المحتجين من الشباب علي الإفراج عن مبارك والقيام بأعمال عنف وقتل وترويع. وبرغم ترديد المعزول لكلمة القصاص لدم شهداء ثورة25 يناير والتغني بها ليل نهار إلا إنه لم يقدم هو أو حكومته أو نائبه العام الإخواني أو مكتب إرشاده أو مجلس شورته خلال العام الذي تصدروا فيه المشهد أي أدلة أو مستندات جديدة للمحكمة تدين مبارك في موقعة الجمل أو غيرها. وللإجابة السؤال الذي طرحته في بداية حديثي أقول إنه لو تم الإفراج عن مبارك في عهد المعزول لحاصر الإخوان وأذنابهم حازمون والأحزاب الوهمية التي تدور في فلكهم المحكمة الدستورية العليا ودار القضاء العالي لعدة أسابيع ولربما وصل بهم الأمر إلي حرق نادي القضاة. والسؤال هو لماذا كان سيقوم الإخوان بمحاصرة الهيئات القضائية أو حتي حرقها ؟ والإجابة ببساطة هو تركيع القضاة وتمرير قانون السلطة القضائية وأخونة القضاء وسيتباري عملاؤهم من قضاة من أجل الإخوان وذيولهم وأذنابهم من الناشطين السياسيين والمتلونين من الإعلاميين الذين يلبسون عشرات الأقنعة بتحميل القضاء المصري دماء الشهداء الذين استشهدوا في ثورة يناير لأن القضاة هم الذين حكموا ببراءة مبارك خاصة ان هؤلاء لا يعلمون أن القاضي يحكم من خلال أدلة ومستندات وأوراق وشهود ولا يحكم حسب الهوي أو من خلال أقوال مرسلة لا تسمن ولا تغني من جوع. والحمد لله رب العالمين أن أغرق الشعب المصري الإخوان ومعزولهم في طوفان30 يونيو وحمي القضاء ورجاله الشرفاء من كيدهم وحقدهم ولم يكتمل هذا السيناريو الذي كان سيقضي علي حصن العدالة المنيع بزرع بذور فاسدة في جسده الطاهر تارة وأخري بإعطاء غطاء سياسي لتنظيمات وحركات موالية لتنظيم الإخوان من بين أبنائه ولعل قضاة من أجل المعزول خير دليل علي ذلك. كلمة أخيرة قيادات الإخوان التي تتنصل من المسئولية ينطبق عليهم قول أبوالقاسم الشابي ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر