أكد السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدةبجنيف على أهمية إيجاد حلول عادلة للصراعات الإقليمية وعلى الأخص في الشرق الأوسط، منتقدًا الفشل في تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني باعتباره فشلاً للمنظومة الدولية بأكملها. جاء ذلك خلال كلمة السفير رمضان فى فعاليات مؤتمر نظمته اللجنة المستقلة للنظام الدولى متعددة الأطراف حول "العلاقات الدولية متعددة الأطراف ومستقبل نظام نزع السلاح بمعهد جنيف للدراسات الدولية والتنموية بالتعاون مع معهد السلام الدولى بنيويورك. وقد استعرض رمضان فى كلمته الخصائص الرئيسية للمشهد الدولى الراهن والذى يتميز بالتعقيد وتعدد الفاعلين فيه وعدم وضوح الرؤية، بالإضافة إلى حالة الجمود المؤسسى التى تعاني منها العديد من المحافل المعنية بالأمن والسلم الدوليين. وقدم رمضان رؤية مفصلة للخروج من المأزق الحالى، عمادها تدشين حوار أمنى عالمى بين كافة أطراف المجتمع الدولي لمناقشة الخلل البنيوى الذي يعانى منه النظام الدولى الموروث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كما قدم رمضان في مداخلته مجموعة من التوصيات لتعزيز المنظومة الدولية لنزع السلاح عبر معالجة المخاوف الأمنية لكافة الدول وتحقيق نزع السلاح وعدم الانتشار بصورة متوازية وتعزيز عالمية المعاهدات الدولية المهمة، مثل معاهدة عدم الانتشار النووى والنظر في توسيع العضوية في مؤتمر نزع السلاح وإعطاء الأولوية لمكافحة أسلحة الدمار الشامل وإنهاء الصراعات الممتدة. وحذر رمضان من مغبة استمرار الأسباب الحالية للخلل في المنظومة الدولية، مؤكداً أن عدم ضبط الأوضاع الحالية بصورة عادلة قد يدفع بعض أطراف المجتمع الدولي إلى العمل منفردة أو مجتمعة على تحدى المنظومة الحالية فى محاولة منها لتغيير الوضع القائم وما لذلك من تبعات بعيدة الأمد. ويتمتع السفير عمرو رمضان بعضوية مجلس السفراء للجنة المستقلة التى يرأسها "كيفين روود" رئيس وزراء أستراليا السابق وتضم في عضويتها العديد من كبار الساسة والدبلوماسيين الدوليين ذوى الخبرة في المجال الدولي متعدد الأطراف وتتولى دراسة وضع النظام الدولى متعددة الأطراف وبلورة توصيات للمجتمع الدولى فى هذا الشأن. يُذكر أن المؤتمر يأتى ضمن سلسلة المؤتمرات التي تنظمها اللجنة المستقلة متعددة الأطراف بغرض استكمال دراستها فى كيفية تطوير المنظومة الدولية الحالية، وتنبع أهمية هذه المؤتمرات من كونها تالية فى عقدها لعدد من الإخفاقات التي مرت بها المحافل الدولية المختلفة خلال الفترة القصية الماضية وأبرزها فشل مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى في التوصل لوثيقة ختامية فى مايو 2015 واستمرار تعثر مؤتمر نزع السلاح في التوصل إلى برنامج عمل توافقى لاستئناف التفاوض حول قضايا نزع السلاح المختلفة.