طغت قضايا التطرف الديني والأزمة التي تشهدها عدة بلدان في المنطقة خاصة سوريا وفلسطين على برنامج مهرجان أيام بيروت السينمائية في دورته الثامنة التي تستمر حتى 21 مارس الجاري. يشارك في المهرجان أكثر من خمسين فيلما بين روائي طويل وقصير ووثائقي ومعظمها أفلام تروي الواقع المعاش في المنطقة. ووصف المخرج اللبناني باسم بريش هذا المهرجان بأنه "أهم المبادرات ليس في لبنان ولكن بالعالم العربي لأنه ليس للمنافسة بل لحضور أسبوع أفلام من كل العالم." أما المديرة التنفيذية لمهرجان أيام بيروت السينمائية سابين شقير فقالت لرويترز ان "لدينا أفلاما من سوريا حوالي سبعة أفلام تحكي عن الوضع في سوريا." ومن أفلام الدراما هذه العام فيلم "سلم إلى دمشق" للمخرج السوري محمد ملص .. حيث تدور كاميرا فؤاد الشخصية الأولى في الفيلم على مدى 95 دقيقة لتصوير كل شيء منذ إندلاع الازمة في سوريا. كما يشارك المخرج السوري طلال ديركي في المهرجان من خلال فيلم "العودة الى حمص" الذي يسلط الضوء على اللحظات الاولى للاحتجاجات السورية التي اندلعت في مارس قبل اربع سنوات. ويقتفي ديركي خلال هذا الفيلم أثر حارس مرمى المنتخب السوري للشباب لكرة القدم عبد الباسط الساروت الذي تحول الى أحد القادة العسكريين في المجموعات المسلحة. ووقع الاختيار على الفيلم الموريتاني تمبكتو للمخرج عبد الرحمن سيساكو ليفتتح المهرجان. ويتطرق الفيلم الذي كان قد حاز على جوائز عدة في المهرجانات الدوليةإلى معاناة المواطنين من نظام "الجهاديين" ويشتمل المهرجان على فيلمين فلسطينيين بالاضافة إلى فيلم يمني عن حقوق المرأة في العالم العربي. أما الافلام اللبنانية المشاركة فلا زالت تطرح أسئلة الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وخصوصا مصير الالاف الذين خطفوا كما في فيلم "ليالٍ بلا نوم" لإليان الراهب وهو الفيلم الذي يرويه مسؤول الأمن السابق في حزب القوات اللبنانية أسعد شفتري في مواجهة والدة أحد الشبان الشيوعيين المفقودين منذ عام 1983. أما الفيلم الوثائقي اللبناني الآخر فهو "لي قبور على هذه الأرض" للبنانية رين متري التي تمزج فيه حياتها الشخصية مع الحرب الاهلية. وقال المخرج اللبناني جورج الهاشم لرويترز ان السينما اللبنانية الشابة عندها الكثير من الطموح ولكن ليس لديها الأذرع الكافية مشيرا إلى أن مسؤولي المهرجان يسعون الى الوصول بالسينما اللبنانية الى المهرجانات العالمية.