ضربة جديدة قسمت ظهر العقيد الليبى معمر القذافى بعد استقالة وزير خارجيته موسى كوسا الذى وصل الى لندن أخيرا، وتعول عليه الدول الأوروبية آمالا عريضة فى أن يبوح عن أسرار حكم القذافى وفضائحه وكواليس عهد العقيد وأسباب الثورة خاصة وأن كوسا يعرف كل خبايا النظام الليبى وكان أحد "كاتم أسرار" العقيد ونجله سيف الاسلام. لكن انهيار كوسا بسهولة ربما يكون أمرا صعباً ولن تجد وقتها الدول الاوروبية سوى مساومته إما المحاكمة القضائية فى جرائم هو نفسه متهم فيها وإما الكشف عن اسرار القذافى.. فأيهما سيختار كوسا؟. نظام العقيد الليبي معمر القذافي "ينهار من الداخل"، هكذا علق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على استقالة كوسا. وترددت أنباء عن أن بريطانيا هى التى هربته الى تونس ثم منها الى بريطانيا، لكن وزارة الخارجية البريطانية قالت أن كوسا قصد المملكة المتحدة بإرادته، غير أن الحكومة الليبية في طرابلس قالت إن وزير خارجيتها في "مهمة دبلوماسية" قبل أن تؤكد بعدها استقالته. وسائل اعلامية ألمانية كشفت عن ان الزعيم الليبي معمر القذافي كلّف رئيس استخباراته ابو زيد عمر دورده البحث عن مكان وجود وزير الخارجيه الليبي الهارب، موسي كوسا بلندن وتصفيته هناك. فحسب موقع روسيا اليوم، قالت المجلة الالمانية ان هروب وزير الخارجية الليبي موسي كوسا شكّل هزيمة نفسية للعقيد معمر القذافي وضربه قاسية لنظامه. نقلت دوائر في المعارضة الليبية قولها ان العقيد القذافي أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته. في هذه الأثناء تحدثت تقارير إعلامية عن أن للمخابرات البريطانية دور في انشقاق أقرب المقربين إلى العقيد القذافي. وكانت صحف تونسية تساءلت قبل ذلك بيومين عن سبب وصول كوسا إلى تونس التي دخلها الاثنين عبر المعبر الحدودي في رأس جدير، في زيارة وصفتها السلطات التونسية يومها "بالزيارة الخاصة". يعتبر كوسا من أهم أركان نظام القذافي، تولى منصب نائب وزير الخارجية بين 1992 و1994 ثم عين رئيسا لجهاز الاستخبارات، وهو المنصب الذي تولاه حتى 2009 قبل ان يكلف بحقيبة الخارجية. كما خاض في السنوات الماضية كل المفاوضات التي أتاحت عودة ليبيا إلى الساحة الدولية. وأقر وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو الخميس بذلك حينما قال "لا شك لدي إطلاقا في انه لعب دورا أساسيا لحمل القذافي على التخلي عن مشاريعه النووية والكيميائية" وهي مبادرة أتاحت رفع الحظر التجاري عن ليبيا في العام 2003. ورغم سعادة الدول الغربية بهروب كوسا ، إلا أن الهادي شلوف، المعارض الليبي وعضو المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، يرى أن خروج كوسا من عباءة القذافي لايفيد في شيء، وأضاف أن كوسا جزء من النظام، وهو مجرم، وهو من أحضر المرتزقة إلى ليبيا، وقد هرب الآن لخوفه من محاسبته من قبل الشعب الليبي، إننا لا نعول على من يقفزون من القوارب للنجاة بأنفسهم". لكن وصول كوسة مدير المخابرات السابق ووزير الخارجية المستقيل إلى بريطانيا أثار دعوات لاستجوابه بشأن تفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي وأكد الهادى شلوف، أن كوسا الذي يعتبر رمزا من رموز نظام القذافي لن يسلم من المتابعات القضائية على "الجرائم التي ارتكبها"، مطالبا السلطات البريطانية بعدم منحه الحصانة. كاشفا انه سيحرك "دعوة قضائية ضده لمحاسبته على ارتكابه لعدد من الجرائم في ليبيا وخارجها" موضحا أنه "لعب دورا في قتل 1280 معتقل بسجن ابو سليم، وهو متهم بالتخطيط لتفجير طائرة بانام الأميركية فوق قرية لوكربي باسكتلندا عام 1988، كما انه متهم بقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر"، في عام 1984، عندما أطلق "دبلوماسيون" النار من داخل السفارة الليبية، على متظاهرين ليبيين في أبريل 1984. في هذه الأثناء، أعلن القضاء الاسكتلندي انه يريد استجواب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، في شأن اعتداء لوكربي. وقال إن القضاء الاسكتلندي ابلغنا وزارة الخارجية أن السلطات القضائية الاسكتلندية تريد الاستماع إلى كوسا لعلاقته باعتداء لوكربي، موضحا أن التحقيق حول الاعتداء ما زال مفتوحا. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أكد اليوم الخميس أن موسى كوسا لن "يمنح الحصانة من قبل القضاء البريطاني أو القضاء الدولي". لكنه أوضح أن كوسا الموجود "في مكان آمن" ليس معتقلا.