يرتبط شهر رمضان بعادات وطقوس لا يحيد عنها أي بيت مصري سواء غنى أو فقير، ورغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن، فإن شراء "ياميش" رمضان أمر مفروغ منه، حتى ولو بكميات قليلة من أنواع بعينها، واستثناء أخرى. تجولت "بوابة الأهرام" بأسواق "الياميش" للتعرف على أسعاره، ومقارنتها بالأعوام السابقة، وكذلك مدى تأثرها بالأحداث السياسية. كان لافتاً للنظر ارتفاع أسعار "قمر الدين" بشكل مبالغ فيه عن العام الماضي، فلقد تغير سعر"اللفة" الواحدة من 13 -54 جنيهاً، وكذلك الأنواع متوسطة الجودة وصل سعرها إلى 25 جنيهاً ل"الفة" الواحدة. عبده حليم –بائع ياميش- أرجع ارتفاع سعر "قمر الدين" بهذا الشكل قائلاً ل"بوابة الأهرام"، أن السبب هو الأحداث السورية، حيث إن "قمر الدين" كان يتم استيراده بكميات كبيرة خلال الأعوام الماضية من سوريا، فهم بارعون فى تجفيفه وحفظه وتغليفه، مشيراً إلى أن الزبون المصري يبحث عن الأنواع السورية فقط، والتي ندرت في السوق هذا العام، مما رفع سعرها. "ربنا يفرح قلوب الناس..وكل شهر رمضان وهما طيبين..بهجة السنة دى حاسسها فى عيون كل اللى بيشترى منى ياميش رغم أن الأسعار غالية" هكذا بدأ عم جمال العليوي- بائع الياميش- حديثه مردفاً أن الزبائن يأتون يقلبون فى "البضاعة" ويعرفون الأسعار، ومنهم من يشتري كميات كبيرة، ومنهم من يشتري أنواعاً معينة وبكميات محدودة للغاية، ومنهم من ينصرف ولا يشتري أي شئ، كلاً حسب حالته المادية. وأضاف أن سعر المشروبات الرمضانية مثل "القمر الدين" والكركدية(30 جنيهاً للكيلو)، والخروب والدوم (25 جنيها للكيلو)، والصوبيا (36 جنيهًا للكيلو)، قد ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه عن العام الماضي. ورغم أن وزارة التموين قد أعلنت عن طرحها ل 2.334 ألف طن ياميش ومكسرات في المجمعات الإستهلاكية لسد حاجة السوق المصري قبيل رمضان، حيث أعلنوا عن انخفاض الأسعار بنسبة 40% عن أسعار السوق، إلا أن المواطن البسيط لم يلمس ذلك، وكذلك فإن المجمعات الاستهلاكية غير كافية ولا تغطى كافة المناطق السكنية. سكينة محمدي –ربة منزل- جاءت إلى أحد المتاجر المعروفة ببيعها للياميش ومكسرات رمضان، وفى محفظتها 100 جنيه فقط-حسبما قالت- لتشترى بضعة أشياء قليلة من الياميش لتدخل الفرحة على أطفالها بمناسبة رمضان. أخذت تقلب بعينيها فى البضائع المعروضة، وقد ارتسمت على وجهها علامات الدهشة من ارتفاع الأسعار المبالغ فيها، حائرة بين هذا وذاك، ثم تناولت بيدها كيساً بلاستيكياً وضعت فيه ما يقارب الكيلو من ال"تمر ناشف"، وكذلك "لفة قمر الدين"، ونصف كيلو زبيب فقط، فثمن الكيلو الواحد منه 40 جنيهًا مصريًا. قالت ل"بوابة الأهرام"، "الأسعارغالية أوي، ونفسي أشترى حاجة للعيال أفرحهم، والمجمعات الإستهلاكية مفيش حاجة منها جنب بيتي". ارتفعت أسعار"الياميش" بشكل كبيرعن الأعوام الماضية، ورغم ذلك فإن المصريين لا يفوتون فرصة الفرحة، بالأعياد والمناسبات، وخصوصاً شهر رمضان فهو مناسبة دينية واجتماعية لها طبيعتها الخاصة، كذلك قال أحد المواطنين وهو يقف أمام أحد المتاجر لشراء "ياميش" لعائلته. وجدير بالذكر، أن الياميش كلمة دخلت قاموس اللهجة العامية المصرية منذ العصر الفاطمي، حيث تعنى المكسرات والحلويات من الفواكه الجافة. فمن المكسرات يشمل الياميش الجوز"عين الجمل"، والبندق واللوز والفستق، وهى كلها مواد مغذية وغنية بالبروتينات، والدهون والزيوت، ومن الفواكه المجففة الزبيب(العنب) و"الأراصيا" الغنية بالسكريات والفيتامينات، وقمر الدين والتين المجفف.