أشار التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له عبر موقعه على الإنترنت إلى أن عدد من الدوائر السياسية والإعلامية بالبلاد شعرت بالإحباط، على خلفية الاحتفاء الإعلامي المصري بعبود الزمر، عقب قرار الإفراج عنه هو وابن عمه طارق، واصفة القرار بالكارثة وبالتحول الكبير في مصر نحو الفكر المتشدد، بما يضر بمصالح إسرائيل. وأضاف التقرير أن كلا من عبود وطارق الزمر أدليا بالكثير من التصريحات الصحفية المهمة التي انتقدت النظام السابق برئاسة مبارك، وحملت كراهية واضحة لإسرائيل وانتقاد لمعاهدة السلام ومطالبة بالتخلص منها، وهي تصريحات وصفها التقرير بالمعيبة ومن الخطأ صدورها الآن خاصة في هذا التوقيت الحرج . وكشف التقرير توقع بعض المصادر السياسية الإسرائيلية تقليل حجم التعاون مع مصر على أثر هذه التصريحات، وذلك رغم التطمينات التي نقلتها أخيرا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى المسئولين الإسرائيليين في أعقاب زيارتها إلى القاهرة. وحول هذه النقطة قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن كلينتون أكدت للمسئولين الإسرائيلين أن الأوضاع في القاهرة مستقرة وهناك حرص على استمرار التعاون مع إسرائيل خاصة وأن كبار المسئولين المتواجدين على رأس السلطة المصرية الآن مؤمنون تماما بأن التعاون مع إسرائيل أمر مهم، إلا أنهم وفي الوقت ذاته يدركون حجم الكراهية الشعبية الكبيرة لإسرائيل، وهي الكراهية التي ستؤدي إلى غضب المصريين حالة "المجاهرة" بهذا التعاون أو اجتماع المسئولين المصريين الآن مع نظرائهم الإسرائيليين، وهو ما أدى إلى تجميد العلاقات بصورة مؤقتة بين الطرفين المصري والإسرائيلي. من جانبها تطرقت صحيفة هاآرتس عبر ملحقها الاقتصادي إلى قضية أخرى وهي حالة التخبط والغموض التي تسيطر الآن على الأوساط السياسية بسبب قضية الغاز مع مصر، زاعمة أن العشرات من المواطنين باتوا لا يعرفون الحقيقة وهل عاودت مصر تصدير الغاز إلى إسرائيل أم لا؟ وتقول الصحيفة إن بعضًا من كبار المسئولين في وزارة البنية التحتية ومكتب نتنياهو يؤكدون الأنتهاء من جميع الاستعدادات لاستئناف ضخ الغاز منذ ظهر يوم الأربعاء الماضي، إلا أنهم حتى الآن لا يعرفون السبب وراء عدم الضخ زاعمين أن هناك توقعات باحتمال أن تكون هناك عيوب تقنية وراء القرار، وهي العيوب التي ترفض القاهرة معالجتها حتى الآن. إلا أن الصحيفة نبهت إلى نقطة حساسة وهي أن هناك بندًا واضحًا في عقد تصدير الغاز إلى إسرائيل يفرض على مصر غرامات تأخير أن توقفت لأي سبب من الأسباب عن ضخ الغاز إلى تل أبيب، وهو الشرط الذي من الممكن أن يكبد مصر خسائر كبيرة ويجب الحذر منه . وكشفت الصحيفة أن هناك دعاوى الآن تطالب بضرورة التقدم بشكوى ضد مصر لدى بعض الهيئات القضائية الدولية والمتخصصة بسبب امتناع القاهرة عن تصدير الغاز لإسرائيل، إلا أن الحكومة بزعامة نتنياهو ترفض تماما هذا الأمر، وترى أنه سيؤدي إلى معادة القاهرة والمجلس العسكري وسيسيء لمستقبل العلاقات المشتركة، الأمر الذي يفرض على الجميع التروي والحذر من خطورة هذه القضية. بدورها اهتمت صحيفة يديعوت أحرونوت بهذه القضية زاعمة أن قضية تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل باتت هي القضية الأخطر الآن في العلاقات المصرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هناك معلومات وردت إلى الصحيفة تؤكد بأن القاهرة ومن خلال مسئولي السفارة المصرية في تل أبيب طالبت بزيادة سعر لتر الغاز الذي يتم تصديره للخارج، وهو الطلب الذي يأتي في إطار محاولة مصر تخفيف حجم الغضب الشعبي ومحاولة إقناع المصريين بأن عملية تصدير الغاز تأتي لأسباب مادية فقط وهو ما تحتاجه مصر الأن في هذا التوقيت الحرج بعد الثورة . ويبدو أن الاهتمام بمصر متواصل في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث ذكرت صحيفة معاريف أن حجم العمل في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بات محدودًا إن لم يكن متوقفا بالمرة، خاصة مع أحجام الدبلوماسيين الإسرائيليين عن العودة إلى عملهم، بالإضافة إلى تخوفهم مما يجري في مصر وتطورات الموقف السياسي بها، وقالت الصحيفة إن غالبية الدبلوماسيين الإسرائيليين طلبوا نقلهم من القاهرة إلى أي دولة أخرى بالعالم، وهو الطلب الذي تزايد خلال الآونة الأخيرة.