أصدر مركز ديان لدرسات الشرق الأوسط دراسة بعنوان "مصر وإسرائيل...مرحلة جديدة"، وهي الدراسة التي وضعها البروفيسور اسحاق جالي الخبير في المركز. وتكشف عن قلق كبار المسئولين في تل أبيب من تطورات الموقف السياسي والأمني في مصر وانعكاس ذلك سلبيًا على مستقبل العلاقات مع إسرائيل. وزعم جالي بأن هذا القلق بات يطارد كبار المسئولين في بلاده خاصة عقب توقف القاهرة عن تزويد تل أبيب بالغاز. وهو ما اعتبره البعض بمثابة بداية النهاية للتعاون الوثيق بين مصر وإسرائيل، وهو التعاون الذي استمر لسنوات عديدة في الماضي. أشار جالي إلى أن القيادات الإسرائيلية منقسمة في رؤيتها لتطورات الموقف السياسي في مصر، حيث يؤكد الكثير من المسئولين بأن القاهرة ستبادر قريبا باتخاذ مواقف تهدف إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، خاصة مع رفض الشعب لمثل هذه العلاقات، إلا أن هناك مسئولين آخرين ممن يثقون بأن السلطات المصرية لن تبادر بمقاطعة إسرائيل لعدة أسباب سياسية واقتصادية، خاصة وأن القاهرة تعلم أن أي مبادرة أو تغيير في مسار العلاقات مع إسرائيل سينعكس بصورة سلبية عليها ويؤدي في النهاية إلى غضب الكثير من دول العالم مثل الولاياتالمتحدة ودول أوروبية كثيرة. اللافت أن جالي أشار إلى نقطة مهمة وهي أن كبار الخبراء الإسرائيليين في الأجهزة الأمنية زعموا أن القاهرة تدرك بأن التوتر في العلاقات مع إسرائيل سينعكس بصورة سلبية على الوضع الاقتصادي المصري، خاصة من ناحية التنقيب عن البترول والثروات المعندينة التي تقع جميعها في مناطق استراتيجية قريبة من إسرائيل. ويقول جالي" إن العشرات من حقول البترول يقع في المناطق المتاخمة لإسرائيل، وبالتالي، فإن أي خلل بالوضع الأمني أو تصعيد حالة التوتر مع إسرائيل ستنعكس سلبيا على قطاع البترول وتؤدي إلى هروب الخبراء الأجانب العاملين به إلى الخارج". وقال جالي أن هناك ما يقرب من 450 شركة عالمية وأجنبية تعمل في مجال استخراج البترول بمصر، وبالتالي فإن أي توتر أمني سيؤدي إلى هروب الخبراء الأجانب ممن يعملون في هذه الشركات على الفور وترك مصر، وهو ما سيكون له انعكاساته الاقتصادية الخطيرة على مصر خاصة مع وجود قناة السويس أيضا بالقرب من سيناء التي تعتبر من أهم وأكبر المناطق المصرية المتاخمة لإسرائيل، ومن الممكن أن يؤدي اشتعال أي صراع أو مواجهة "محتملة" بين مصر وإسرائيل إلى توقف العمل في قناة السويس تماما. الأمر الذى سيمثل أزمة لمصر وسيجعلها تتروى قبل القيام بأي تصعيد عسكري ضد إسرائيل. اللافت أن جالي يختتم هذه الدراسة المصغرة بالتأكيد على أن كبار المسئولين ممن استطلع أراءهم سواء من الساسة أو الأجهزة الأمنية الحساسة مثل الموساد أو المخابرات العامة "شاباك" يموتون من القلق هذه الأيام من تطورات المواقف السياسي أو الأمني المصري، الأمر الذي يفسر سر رغبة العشرات من الخبراء أو الصحفيين الإسرائيليين للسفر إلى القاهرة هذه الايام، وذلك من أجل متابعة تطورات الموقف السياسي بها، غير أن جالي يشير إلى أن تطورات الموقف السياسي في المستقبل هي التي ستحدد الموقف في القاهرة والعلاقات المستقبلية بين مصر وإسرائيل في النهاية.