قرر الفنان محمود الجندى وابطال عرض "اللى بنى مصر" إيقاف العرض ليلة أمس الأربعاء رغم ما حققته المسرحية من نجاحات وإيرادات مرتفعة طوال الفترة الماضية، وذلك بعدما فوجئوا بإزالة أفيش عرضهم من واجهة المسرح العائم بالمنيل ووضع أفيش عرض "اللى خايف يروح" بدلا منه. و تسبب ذلك في غضب وضيق الجندى لشعوره بعدم التزام البيت الفنى للمسرح بتقديمه بالشكل الذى يليق بتاريخه، وبناء عليه اتخذ قراره والفرقة بالكامل بإيقاف العرض وعدم استئنافه إلا بعد إعادة الأفيش إلى مكانه الأساسى، وهو ما اضطر مدير مسرح الشباب حلمى فودة إلى إلغاء العرض وإعادة قيمة التذاكر للجمهور. المعروف أن المسرح العائم بالمنيل يضم بداخله ثلاث قاعات مسرحية، اثنتان لمسرح الشباب وقاعة واحدة كبرى للمسرح الكوميدى. وقد بدأت المشكلة بانتهاء بروفات "اللى بنى مصر" وطلب الفرقة لوضع الأفيش على واجهة المسرح الأساسية، وهو ما قوبل في البداية بالرفض من قبل عايدة فهمى مديرة المسرح الكوميدى بسبب قرب افتتاح عرضها "اللى خايف يروح"، ولكنها استجابت لطلب د. محمد ابوالخير رئيس قطاع الإنتاج بوضع أفيش "اللى بنى مصر" على الواجهة الأساسية لحين الانتهاء من بروفاتها، وهو ما حدث بالفعل وما أن صار عرض "اللى خايف يروح" جاهزا للعرض حتى أمرت عايدة فهمى بإزالة أفيش الجندى ووضع الأفيش الخاص بفرقتها، بناء على الاتفاق السابق مع رئيس قطاع الإنتاج. من جهته، قال إسلام إمام مخرج عرض "اللى بنى مصر" إن ما حدث يكشف مدى التخبط الإدارى في البيت الفنى للمسرح، وعدم قدرة المسئولين على الوقوف على أرضية مشتركة لحل تلك المشاكل سواء فتوح احمد رئيس البيت الفنى للمسرح أو د. محمد ابوالخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، مشيرا إلى أن طول الأفيش يبلغ ثمان مترات وأنه قد اقترح تكبيره إلى تسعة أمتار مقابل عمل أفيشين للعرضين، طول كل منهما أربعة أمتار ونصف، وهى مساحة كافية للغاية ولا تبخس حق أى من الطرفين، وهو ما رفضته الفنانة عايدة فهمى مديرة المسرح الكوميدى. المفاجأة الأهم التى فجرها إسلام إمام هى أن بنك مصر قرر دعم تلك التجربة المسرحية باعتبار أن بطلها طلعت حرب رائد الاقتصاد المصرى ومؤسس البنك، فقام بشراء ألفي تذكرة موزعة على ايام الإجازات الأسابيع القادمة بقيمة مائة ألف جنيه، ومن المفترض أن يتم صرفه الأحد المقبل. وتساءل إسلام إمام: ما الضير في عمل مكان لأفيش آخر أمام واجهة المسرح تكلفته لا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه مقابل تلك الإيرادات التى لم يحققها عرض لمسرح الدولة منذ بداية تأسيسه وحتى يومنا هذا؟!! أما حلمى فودة مدير مسرح الشباب فقد أكد أن هناك محاولات مستمرة لحل الأزمة بين جميع الأطراف ولكن المشكلة أن الفنان محمود الجندى قد أغلق هاتفه المحمول. ومن جهتها، قالت عايدة فهمى مديرة المسرح الكوميدى: لم أتعد على حق أحد، بل تمسكت بحقى في منح عرض "اللى خايف يروح" للمخرج صبري فواز وبطولة عزب شو، فرصة الدعاية الوحيدة تقريبا في البيت الفنى للمسرح، مشيرة إلى أنها تعرضت لهجوم شديد من قبل الجمعية العمومية لفرقتها بسبب التفريط في حقهم الفنى، وأنها أكدت لهم أنه لا مانع من اعارة واجهة المسرح لفرقة الشباب ما دام عرضها لم يكتمل بعد، وأضافت فهمى أنها لم تكن تتوقع صدور مثل هذا التصرف بالانسحاب من قبل قيمة كبيرة مثل محمود الجندى خاصة وأن الجمهور ليس له ذنب فى تلك المشاكل الفنية والإدارية.