بين مؤيد ومعارض داخل الوسط الكروي الكل يبحث عن إجابة لسؤال واحد وهو هل تستأنف مسابقة الدوري العام نشاطها، أم سيتم تجميدها لمدة ستة أشهر وهي الفترة التى ستتولي فيها القوات المسلحة قيادة البلاد؟. بعض المسئولين في الوسط الكروي يفضلون استئناف المسابقة معللين ذلك بأن كرة القدم هى الشئ الوحيد الذى سيخرج الجماهير المصرية من أحزانهم وما تعرضوا له خلال العشرين يوما الماضية، لكن هل ستذهب الجماهير إلى المدرجات مرة أخرى أو تلتف حول شاشات التليفزيون لمشاهدة مباريات كرة القدم مرة أخرى، بعد أن تعرض لاعبو كرة القدم في مصر بدون أستثناء لحالة من النقد الشديد لأنهم لم يظهروا بجانب الشباب في المظاهرات الشعبية ولو لفترات قصيرة، على الرغم من تبرير بعضهم أن قلوبهم كانت مع المتظاهرين. أبرز الإتهامات كانت للتوأم حسام حسن المدير الفنى للزمالك وإبراهيم حسن مدير الكرة، اللذين أنتقدا المتظاهرين بشكل حاد، وبعض المتظاهرين في ميدان التحرير سخروا من هذا الهجوم قائلين أن حسام حسن لايخشى إلا علي توقف مسابقة الدوري لأنه يحلم بالفوز بالدرع. لم يتوصل مسئولو الاتحاد المصرى لكرة القدم إلى حل حتى الآن، بعد أن كانوا قد قرروا تجميد المسابقة لمدة 6 أسابيع منذ إندلاع المظاهرات في الخامس والعشرين من يناير الماضي، ولم يتوقع أحد أن تصل أمور البلاد إلى ما آلت إليه الآن. فى حال استئناف المسابقة في الأول من مارس القادم كما كان مقررا من قبل، فإن إقامة المباريات سوف تكون علي فترات قريبة جدا مما سيؤثر علي أداء اللاعبين ويعرضهم للإجهاد، خاصة وأن الموعد الرسمي لإنتهاء المسابقة هو الثالث والعشرين من يونيو القادم، مما يؤكد أن ضغط المباريات شئ لابد منه فى حالة أستئناف المسابقة. أما في حالة تأجيل إقامة المباريات لفترة أخرى فسوف يؤثر ذلك كثيرا علي الفرق المشاركة في البطولات الإفريقية التي ستبدأ منافساتها أيام 27 و28 و29 من مايو القادم، لكن هل تجد لجنة المسابقات باتحاد الكرة مخرجا من هذا المأزق وتعيد تخطيط أجندة أخرى خاصة بجدول الدوري. لاعبو المنتخب الوطني هم أكثر المتضررين في حالة ضغط المباريات حيث سيخوضون مباراة الذهاب أمام جنوب إفريقيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بليبيا في الخامس والعشرين من مارس القادم، وستكون مباراة العودة أحد أيام 3 و4 و5 من يونيو، هذا بخلاف المباريات الودية أو معسكرات الإعداد التى سيقررها الجهاز الفنى استعداد لهذه المباريات، خاصة أن اتحاد الكرة أعطي كل الصلاحيات لحسن شحاتة المدير الفني في هذا الشأن. حالة من الركود والتراخي تسيطر على تدريبات فرق الدوري، فالتدريبات اليومية أيا ما كانت لا تؤدى بالشكل التى كانت عليه من قبل، وتتسم بالملل نظرا لإنشغال الجميع بالأحداث التي تمر بها البلاد، ولعلها تعود إلى مجرياتها الطبيعية بعد أن هدأت الأمور نسبيا. أما في حالة عدم استئناف مسابقة الدورى، فكيف يستعد لاعبو المنتخب الوطنى والأندية المشاركة في البطولات الإفريقية لهذه المباريات بعد إعلان سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم عدم الإنسحاب من أى مسابقة، فمباريات الدورى سواء كانت قوية أو ضعيفة هي إفادة للاعبين بكل الأشكال، من ناحية المحافظة علي لياقتهم البدنبة وحساسية المباريات وهو ما لا تعطيه التدريبات والتقسيمات التي تقام خلالها للاعبين بالشكل الكامل. بالإضافة إلى أن الفرق الأخرى التى لاتشارك في المسابقات الإفريقية لا يوجد أمامها سوي مسابقة الدورى والكأس التى تحافظ فيها علي مستوى لاعبيها. الكل ينتظر والكل يترقب، ولكن هل ستجد لجنة المسابقات الحل السريع.