بعد مرور ساعة ونصف الساعة على الموعد الذى قامت بتحديده عدد من القوى السياسية والحركات الشعبية فى مصر بما سمته يوم الغصب، تجمع في الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم الثلاثاء نحو ألفي مواطن فى عدة مجموعات حول الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير بعد أن طافوا عدة شوارع بالعاصمة. وقد سار هؤلاء المواطنون بمنطقة وسط البلد من أمام دار القضاء العالى مرورا بشوارع طلعت حرب وسليمان باشا وشارع شبرا وشارع رمسيس حتى شكلوا عدة مجموعات: الأولى استقرت بعد مرورها بميدان التحرير في شارع قصر العينى، والثانية من شارع رمسيس إلى المنطقة المقابلة بميدان الشهيد عبدالمنعم رياض ووقفت أمام مبنى المتحف المصرى الذى تردد عليه عشرات السائحين من الأجانب وسط أجواء أمنية هادئة انتشرت فيها قوات الشرطة فى جميع المناطق وأحاطت المواطنين المتحركين دون الإمساك بالعصي أو الهراوات. كما سارت مجموعة أخرى من كوبرى الجلاء مرورا بكوبرى قصر النيل ثم توجهت إلى ميدان التحرير وردد المتظاهرون شعارات وهتافات "تحيا مصر" وسمحت لهم الأجهزة الأمنية بالتقاء المجموعتين اللتين قام أفرادهما بالتصفيق وإعلاء الصفارات مرددين شعارات "تحيا مصر". ولم يقم المتظاهرون بأعمال شغب أو تكسير للممتلكات العامة. وحرصت الأجهزة الأمنية على تركهم متجولين مترجلين بميدان التحرير دون المساس بهم أو إيذائهم تأكيدا على التزام الأجهزة الأمنية باحترام حرية التعبير عن آرائهمى، الأمر الذى تفهمه المواطنون الذين رفعوا أعلام مصر فى أيديهم ورددوا النشيد الوطنى احتراما لعراقة شعب هذه الدولة وسيادته، كما سمحت الأجهزة الأمنية لمجموعات المتظاهرين بالتجمع في مجموعة واحدة، وحرصت على حمايتهم من عناصر الشغب وكذلك العناصر الإجرامية.