فى طريقى للشيخ أحمد البنا وجدت العمارة التى يعيش فيها مكتوبًا عليها «هنا عاش محمود على البنا»، نشأ الشيخ أحمد محمود على البنا وتتلمذ على يد والده قراءة وترتيلا وتجويدا وتعليما وللمقامات فشرب فى صغره حب القرآن وكان يمتاز عن إخوته بعذوبة الصوت حتى كاد يشبه والده فى رحلاته فى السرادقات والمناسبات وعندما كان طالبا فى الجامعة كان يقرأ القرآن العذوبة صوته اتجه للتجارة لكن ترى ما الذى دفعه للتحول للتلاوة فى هذا الحوار يبوح لنا الشيخ أحمد البنا بها: حدثنا عن البدايات والنشأة والقدوة؟ منذ صغرى ووالدى رحمة الله عليه يتعهدنا بالحفظ وكان يأتى لنا بشيخ ليحفظنا وكان يتابعنا ويكافئ المجد ويحفز المقصر وكانت المكافأة مبلغا من المال فى هذا الوقت «25» قرشا وكنت أحب القراءة وطلبت منه أن أرافقه فى سهراته فوافق بشرط ألا أنام وأنا معه وكنت أذهب معه فى السهرات والحفلات وأشاهده أثناء تسجيلات الإذاعة وحضرت معه تسجيل المصحف المرتل وكيفية المراجعة فى الأحكام والمقامات وشعرت بعد فترة وكثرة القراءة والدندنة بأن صوتى عذب. لأننا كنا نسكن معه فى البيت فسمع صوتى واختبرنى وأخطأت؛ حيث بدأت بقوة فعلمنى كيف تكون البداية والوسط والخاتمة، ثم تخرجت فى كلية التجارة وعملت بالمقاولات. متى تحولت إلى قراءة القرآن والعمل بها؟ عام 1985 كان عام وفاة الشيخ ذهب والدى رحمة الله عليه لإحياء ليالى رمضان بأبوظبى وكان يتمنى أن أذهب معه لكننى رفضت لمتابعة أعمالى فضحك وابتسم ابتسامة كانت إشارة أوعلامة فهمتها، وفى مرض الموت طلب أن أقرأ عليه القرآن وطلب منا كتابة النعى وأوصانا بقراءة جزء كل يوم. بعد فترة أشار على أحد محبى والدى أن أقرأ القرآن لأننى أشبه صوته وبذلك أكون صدقة جارية، بإلاضافة عندما يرانى الناس يذكرون والدى فقلت له استخير فقال هل هناك استخارة فى الصدقة فذهبت لأخذ رأى والدتى فقالت إنها رأت رؤيا أن والدى يقول لها: «أعط القفطانين لأحمد» وعندما أرتديهما فى الحقيقة وجدتهما مناسبين تماما وكانت هذه إجازة بالموافقة وذاع صيتي. أنتم سفراء القرآن فى كل دول العالم؟ فعلا نحن سفراء الدولة وحملة كتاب الله والقوة الناعمة فى كل دول العالم لقد سافرت معظم دول العالم إلا أمريكا، وكان مرحبًا بنا لأننا قراء مصريون أعلمك أن المدرسة المصرية فى القراءة هى المميزة على سبيل المثال زرت مكة والمدينة فعندما علموا أننى ابن الشيخ محمود البنا فقالوا لى مرحبا وأهلا ابن الأكابر الذين تعلمنا منهم أمثال البنا والحصرى والمنشاوى والشيخ رفعت. ما تتمناه من الدولة للقراء؟ أريد من الدولة تحفيز وتشجيع الناس على حفظ القرآن بأن نجعل لحفظ القرآن حافزًا مثل الحافز الرياضى وأن نحفز الحفظة بجوائز مالية كبيرة بأن تجعل الحافز يصل إلى 50 ألف جنيه؛ للحفاظ والمحفظين، وأن تجعل الحافز بين الطلبة والخريجين يقدم حافظ القرآن الكريم ويعطى درجات مثل الحافز الرياضى فوالدى رحمة الله عليه تم إعفاؤه من التجنيد لحفظه القرآن. وأرجو من الإعلام أن يعطى مساحة أو مساحات أكبر للقرآن لأن الإذاعات والقنوات أصبحت تعمل 24 ساعة وأن يستخرجوا القراءات النادرة مثلما فعلت قناة ماسبيرو زمان. ماذا تحب أن توجه للدولة بالنسبة للقراءة والاهتمام بهم؟ على الدولة أن تنظر للقارئ حتى الآن معاشه 40 جنيهًا فأرجوا أن تنظر لزيادة معاشه والإعانات والمساندات المالية؛ لأن كل المشايخ لا يكونوا على مستوى واحد من الغنى، بالإضافة للاهتمام بالحالة المادية مساندة النقابة أن من يقرأ القرآن لابد أن يكون مجازًا وله تصريح بالقراءة حفاظاً على القرآن. رسالة توجهها للناس فى رمضان؟ أن يهتموا بحفظ القرآن وتحفيظه لأولادهم، فالقرآن ليس له سن معين للحفظ، ولكن كبار السن يحتاجون لوقت أطول مصداقا لقوله تعالى: «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر».