البحر للرجال فقط.. كانت هذه المقولة محفورة فى قطاع الصيد، حتى بدأت الفتيات يتسللن لكسر هذه الصخرة تدريجيا وأصبحن عنصرا أساسيا فى المهن التى كان يطلق عليها "للرجال فقط" ومنها الصيد البحرى، وأصبحت ميادة وريم أول فتاتين تحصلان على جواز سفر بحرى.. "الشباب" التقت بهما لتتعرف على مشوارهما. فى البداية تقول ميادة رمضان حسن ( 23 عاما ): أنا خريجة كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائى بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية فرع أبو قير، وكان حلمى أن أدخل كلية الهندسة قسم صناعة السفن نظرا لأن أهلى يعملون فى قطاع المصايد وأحب أن أعرف كل شىء عن صناعة السفن، ومجموعى فى الثانوية العامة لم يؤهلنى للالتحاق بكلية الهندسة، وعندما ذهبت إلى الأكاديمية قابلت الدكتور عادل حنفى رئيس القسم وقتها وحاليا هو عميد الكلية، وتحدث معى عن الدراسة فى الكلية وطبيعة العمل بعد التخرج، وكنت أنا من الدفعة الثالثة للكلية فكان تحدياً بالنسبة لى وتمنيت أن أكون قبطانا على سفينة صيد والحمد لله حققت هذا الحلم واصبحت اول ضابطة مناوبة ملاحية على سفن الصيد، وأهلى شجعونى للدخول الى هذا المجال، خاصة والدى فى البداية خاف على كبنت من هذا المجال لكن فى النهاية وافق لرغبتى وساعدنى كثيرا ودراستي كانت تنقسم إلى شقين.. الاول الملاحى وهو كل ما يخص السفن من انشائها والاجهزة الملاحية والمناورات وأجهزة رمى الشبكة والرادار، والشق الثانى يمتاز بأنه دربنى علي أن أكون مديرة المصايد ومسئولة عن المخزون السمكى والحفاظ على البيئة وجودتها، وقد استمتعت كثيرا بالدراسة فى الكلية وحصلت على المركز الثانى على دفعتى بامتياز مع مرتبة الشرف. وعن مكانة مصر فى الصيد دولياً تقول: الكلية تستدعى رجال الصناعة ليعلمونا كل ما هو جديد يحدث فى العالم فى سوق العمل، زمان لم تكن هناك أوناش هيدروليك، كما اننا درسنا ان المصايد لها انواع معينة ولها طرق صيد مختلفة، كما لدينا "الشنشولة" وهى متخصصة فى صيد الأسماك السطحية والسردين و"الجر" لصيد الأسماك القاعية ونستخدم فيهما كل الأجهزة الحديثة، وبعد حصولى على البكالوريوس سعيت لأن أحصل على الباسبور، وإن شاء الله سأحقق ذاتى فى البحر واكمل باقى حياتى كفتاة على البر، من الممكن أن أعمل فى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية فى ادارة المصايد وتقييم المخزون السمكى ، كذلك من الممكن أن أنشئ بيزنس خاص بى فى المزارع السمكية. والفتاة الثانية هى ريم إبراهيم الردان ( 22 عاما ) تقول: كان مجموعى فى الثانوية العامة 79.5% وكنت أبحث عن كلية عسكرية أو حربية، لكن والدى كان له رأى آخر، فهو طبيب وكان يريد أن أخوض نفس المجال الطبى مثل أخي، وبعد ظهور النتيجة سمع والدى عن كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائى، وكان الاختيار بين النقل البحرى والمصايد.. ووجدت أن النقل البحرى به اثنتان من النماذج النسائية، وهن مروة السلحدار وجومانا الخولى فاخترنا القسم الثانى وهو المصايد، وكانت الدفعة عبارة عن 14 شاباً و6 فتيات، وطوال ال 4 سنوات كانت لدينا تدريبات على السفن. وعن موسم الصيد المثالى تقول ريم: على حسب نوع السمك، فمن اشهر انواع الاسماك من شهر نوفمبر وحتى يناير البورى وهو موجود فى البحر المتوسط لانه يندمج بين المياه العذبة والمالحة، والبلطى والجمبرى ولدينا أنواع كثيرة جدا ونقوم بتصدير الجمبرى الاحمر للخارج، ومصر تقوم حاليا على الاستدامة من خلال البحث وكيفية تقييم المخزون السمكى، فالدولة اصبحت تعتمد على المراكب الكبيرة وعلى متنها متخصصين. وعن فرص العمل تختتم ريم حديثها قائلة: لقد انتهينا من دراستنا وزملاؤنا من الشباب تم قبولهم فى الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، وأنا كنت رئيس اتحاد الطلبة ولقد قدمنا أوراقنا فى الشركة للعمل بها ونتمنى أن نكون أول فتاتين تعملان فى هذا المجال فعليا.