يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، أحدث أعمال الكاتب ياسر عبداللطيف، المجموعة القصصية "موسم الأوقات العالية"، عن الكتب خان للنشر بالقاهرة. يتكئ ياسر عبداللطيف، على رسم موجز وسريع لشخصياته مع التركيز على المشهد الحكائي والموقف القصصي الدال، من خلال لغة وصفية رائقة وشفافة وحيادية أحيانًا من خلال "موسم الأوقات العالية" التي تتضمن حالة سرد قصصية مختلفة ومتفردة من خلال سبع قصص تتراوح بين قصيرة وطويلة؛ إذ يمزج بين التوثيق والحكي بمهارة ليخلق عالمًا قصصيًا جذابًا ومتفردًا. يلتقط الغرائبي من خلال العادي والهامشي في حياة ومواقف الشخصيات، وتتخللها تأملات الكاتب وأسئلته عن زمن مضى وذكريات جيل كامل ومدينة عجوز وضواحيها معتمدًا في أحيان كثيرة على كسر التوقع وتداخل الأزمنة ومزج الذكريات، كأنما كتبت تلك القصص بهدوء بعد زوال فوران الأحداث واكتسبت نبرتها التأملية الرائقة بمرور الزمن وتبدل المصائر، جدارية سردية عن جيل وزمن وأمكنة، كتبها مسافر أبدي وعاشق للتجوال. ويعد ياسرعبداللطيف، أحد أبرز أدباء جيل التسعينيات الذي شكل ملمحًا جديدًا ومغايرًا في الثقافة المصرية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ضم عددًا من الكتاب والشعراء الجدد وقتها، منهم ( مصطفى ذكري، إيمان مرسال، أحمد يماني، علاء خالد، منتصر القفاش، هيثم الورداني،مي التلمساني وغيرهم)، حيث أضاف ياسر ورفاقه "رؤية" مختلفة للكتابة في ذلك الوقت، بتركيزهم على همومهم الخاصة ورؤاهم المختلفة عن الأجيال السابقة، من خلال كتابة تعكف على الذات والتفاصيل الصغيرة وتنحي الأيدولوجيا والهم السياسي المسيطرعلى الكتابة السابقة، فكانت أعمالهم ذات نبرة خاصة جدا تعتمد على ذائقة مختلفة وتتسم بالميل إلى التكثيف والبساطة والاهتمام بالمشهد البصري مع ميل إلى الفردانية والبناء على التجربة الشخصية بعيدًا عن الهم القومي والقضايا الكبرى. وقدم ياسر عبداللطيف عددًا من الأعمال المتميزة بين القصة والراوية والشعر.تأمل فيها تجربته وفرادنيته، مستلهما سيرته في رسم تفاصيل عالم يتقوض وانهيار أوهام الجيل السابق، وبزوغ روح ثقافية مختلفة تتفاعل مع السينما والموسيقى الغربية الحديثة والفلسفة الما بعد حداثية. ظهر ذلك جليًا في روايته "قانون الوراثة" التى قدمت شكلاً فنيًا مختلفا في السرد المصري. أيضًا قدم ياسر صوتًا شعريًا خاصًا في ديوانه"قصائد العطلة الطويلة"، فضلاً عن تميزه في كتابة شكل قصصي تجريبي ومغاير للكتابة السائدة كما ظهر في مجموعته القصصية "يونس في أحشاء الحوت"، أو في مجموعته الجديدة "موسم الأوقات العالية".