نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن عام 2020 رحل تاركا إرثا كبيرا من الصراعات والحروب والأوبئة والأزمات الاقتصادية التي أهلكت دولا وأجبرت أخري علي إعلان إفلاسها ، مؤكدة أنه لن يختلف كثيرا عن 2021، الذي سيشهد بالتأكيد تأجيج لتلك الصراعات التي لم تنته بعد، وسيغير موازين القوى. وأكدت المجلة أن جائحة كورونا قد تستمر لنهاية العام مخلفة وراءها عشرات الآلاف من الوفيات والإصابات وسط تكالب الدول علي إنتاج لقاحات لم تؤت ثمارها بعد . وأكدت المجلة أن استمرار انتشار هذا الفيروس أهلك اقتصادات كثير من الدول، وأقحم العالم في أزمات اقتصادية لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية ، إذ أصبح هناك أكثر من 150 مليون شخص تحت خط الفقر. ومن أكثر الدول تضررا من تلك الجائحة السودان ولبنان وفنزويلا، وذلك بعد أن ارتفعت فيهم معدلات التضخم والبطالة لمستويات غير مسبوقة مع انهيار الدخل، وعجز الحكومات عن دفع الرواتب. وينتظر العالم حدثا كبيرا هذا العام وهو تنصيب جو بايدن رئيسا لأمريكا، فأنظار العالم كلها تتجه نحو أمريكا في يناير عندما يتولى بايدن الملقب بثعلب السياسة الخارجية لمهام الرئاسة وستصنع نائبته كامالا هاريس التاريخ عندما تتولى منصبها كأول امرأة وأول امرأة سمراء تشغل وظيفتها. وأكدت المجلة أن الأوضاع في ليبيا مستقرة إلى حد ما وسط انتشار حالة من الهدوء الحذر، وذلك بعد التزام الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار ، وسط جهود الأممالمتحدة التي تستهدف إعادة توحيد البلاد، إلا أن الوصول لاستقرار وسلام دائم لايزال صعب المنال بسبب انتشار الإرهابيين والمرتزقة الذين تمدهم تركيا بالمال والسلاح . أما إثيوبيا فلقد أكدت المجلة أن الأوضاع هناك لم تهدأ بعد وأن حالة القمع التي يشهدها سكان إقليم تيجراي لن تستمر طويلا ، خاصةأن الأزمة تعود لسنوات كما أن هناك أكثر من 50 ألف لاجئ إثيوبي لايزالون في السودان يخشون العودة الي ديارهم . ونجحت سياسة التعتيم الإعلامي التي أنتهجها رئيس الوزراء آبي احمد في التستر على مقتل الآلاف من المدنيين والمذابح التي رواها السكان الناجين. وأكدت المجلة أن سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ينتهجها آبي احمد مع سكان الإقليم تنذر بتجدد الصراع مرة اخري ، وأنها مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن عام 2021 قد يشهد بداية لمواجهة بين روسياوتركيا، وهذا ليس بسبب اختلاف سياساتهما في ليبيا وسوريا بل لأن العلاقات تسير نحو التأزم منذ فترة طويلة ، وذلك منذ إسقاط تركيا لطائرة روسية في عام 2015 بالقرب من الحدود التركية السورية ومقتل عشرات الجنود في غارات جوية شنتها القوات السورية التي تدعمها روسيا في عام 2020، وهو ما يؤكد أن المواجهة تقترب. ففي سوريا تزج تركيا بالإرهابيين وتمدهم بالسلاح في حين تلقي روسيا بثقلها خلف الرئيس السوري بشار الأسد ، وكما هو الوضع في ليبيا إذ تدعم روسيا الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر بينما تدعم تركيا الإرهابيين طمعا في نهب ثروات البلاد. أما بخصوص العلاقات المتوترة بين أمريكاوإيران، فلقد أكدت المجلة أن بايدن سيسارع بعد توليه منصبه الجديد في إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران ، ورغم صعوبة التوصل لإتفاق بسبب حالة الاحتقان الموجودة بين الجانبين على خلفية اغتيال الجنرال قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زادة، إلا أن بايدن سينجح في النهاية، مؤكدة أن تهديدات إيران بالرد على حوادث الاغتيال مجرد تهديدات.