"من الصعب أن يستمر زيدان في تدريب ريال مدريد"، هو لسان حال معظم وسائل الإعلام الإسبانية غداة خسارة فريق العاصمة الإسبانية أمام شاختار دانيتسك الأوكراني صفر-2، في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وعلى الرغم من تأكيد زيدان بعد نهاية المباراة أنه "لن يستقيل" من منصبه، خرجت الصحف الإسبانية الأربعاء لتتحدث عن إمكانية رحيل المدرب الذي قاد النادي الملكي إلى الفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين 3 مرات تواليا من 2014 إلى 2016. وبطبيعة الحال، كانت الصحف الكاتالونية الأكثر حدة عندما تناولت هذا الموضوع وأبرزت صحيفة "سبورت" عنوان "أزمة شاملة"، مشيرة إلى أن "مشروع زيدان يظهر بوادر تعب"، في حين اعتبرت "آس" أن "الوضع دقيق. زيدان يتأذى كثيرا مما يحصل". بيد أن الأمل ببلوغ ثمن النهائي لم يتلاش إطلاقا، لأن ريال مدريد لا يزال يملك مصيره بيده لأن الفوز في مباراته الأخيرة على ملعبه ضد بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني يمنحه البطاقة التأهل، وحتى إنه يستطيع تصدر المجموعة في حال فوزه وخسارة شاختار أمام إنترميلان الإيطالي. ويتصدر مونشنجلادباخ الترتيب برصيد 8 نقاط مقابل 7 لكل من ريال مدريد وإنترميلان قبل الجولة الأخيرة الأسبوع المقبل. لكن سجل ريال مدريد تلطخ بعد خسارته 5 مباريات في 15 مباراة في مختلف المسابقات منذ مطلع الموسم الحالي، كما أنه لم يفز في مبارياته الثلاث الأخيرة في الدوري (خسارتان وتعادل)، حيث يحتل المركز الرابع بفارق 7 نقاط عن ريال سوسييداد المتصدر لكنه يملك مباراة مؤجلة. وأشارت صحيفة "ماركا" إلى أنه على الرغم من أن رئيس النادي "فلورنتينو بيريس ليس في وضعية للتخلي عنه، فإن منتقدي زيدان من داخل النادي وخارجه يريدون استقالته". وأضافت الصحيفة "إذا لم ينجح في قيادة الفريق إلى ثمن النهائي الأسبوع المقبل، سيكون من الصعب أن يستمر زيدان في تدريب ريال مدريد، لأن أي أسطورة لا تستطيع أن تتحمل كارثة مماثلة"، مشيرة إلى أن ريال مدريد لم يفشل في تخطي دور المجموعات منذ عام 1997. بوكيتينو أو راؤول؟ وعندما يتم تعداد الأسباب للمشكلات التي يمرّ بها ريال مدريد، فإن زيدان ليس المسئول الوحيد عن كل ما يجري. لكن ثمة عوامل عدة ساهمت في تراجع نتائج الفريق، أبرزها الإصابات التي طالت لاعبين مؤثرين في الفريق كالقائد سيرخيو راموس، والنجم البلجيكي أدين هازار الذي غاب لأشهر عدة عن الملاعب منذ انتقاله إلى ريال مطلع الموسم الماضي، وتراجع مستوى جيل كروس-مودريتش-كاسيميرو-مارسيلو. في حين لم يتمكن زيدان من استخراج أفضل إمكانيات الجناحين البرازيليين الشابين فينيسيوس جونيور ورودريجو. على أي حال، فإن الصحف الإسبانية بدأت تبحث عن اسم بديل زيدان . وقالت "ماركا" على موقعها على الإنترنت " بوكيتينو أمام راؤول في حال عدم استمرار زيدان "، في إشارة إلى مدرب توتنهام السابق الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو ومهاجم الفريق الملكي السابق الأسطورة راؤول جونساليس الذي يشرف على تدريب الفريق الرديف في النادي. لكن زيدان أبى رفع راية الاستسلام بقوله بعد المباراة ضد شاختار "لا على الإطلاق، لن أستقيل، سنواصل"، مضيفا "لقد مررنا بأوقات عصيبة في الماضي، ستكون هناك دائمًا أوقات صعبة. إنها سلسلة من النتائج السيئة ولكن علينا الاستمرار. نعلم أن هناك مباراة واحدة متبقية وعلينا أن نفوز ونفكر في تجاوز هذا الدور". وتابع "لدي القوة، وسأبذل كل شيء واللاعبون أيضا. علينا رفع الرأس والتفكير في المباراة التالية. عندما تكون في حظ سيئ، لا يوجد شيء آخر تفعله سوى التفكير في المباراة التالية والمضي قدما (...) في الأوقات الصعبة، علينا أن نظهر شخصيتنا".