تظل العلاقة بين الكاتب والمخرج مميزة ومحيرة، فليس كل شريكين لابد أن يكونا على نفس القدر من الثقافة والثقة التي تثمر عن مشروع فني مختلف، لكن الأمر يختلف لدى الكاتب المخضرم وحيد حامد ، والمخرج المتميز محمد ياسين ، فالاثنان أصحاب دأب وشغف في المهنة، وكلاهما يحمل ثقافة وقراءة واعية للمجتمع وقضاياه، لذلك تخرج مشروعاتهما دائمًا تغرد خارج السرب. وضمن احتفاء «بوابة الأهرام» بالكاتب وحيد حامد الذي يكرم بالدورة المقبلة ل مهرجان القاهرة السينمائي ، في ملف يحمل عنوان «الاستثنائي» يتحدث المخرج المخضرم محمد ياسين ويجيب عن تساؤل: لماذا يعد وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا؟. ويقول «ياسين» : « وحيد حامد كاتب استثنائي، لأنه صاحب رحلة شغف كبيرة جدًا، هذا الرجل الذي جاء من الريف يغزو المدينة التي هي همه الحقيقي، وعاش تجربة الكتابة من بداياتها منذ عمله بالقصة القصيرة ثم تجربة الإذاعة يليها الدراما بجميع فروعها، فهو رجل يمتلك دأبا شديدا ووعيا كبيرا طوال الوقت بالمدينة والعالم والشخوص، بالإضافة لحفاظه على فكرة كتابة المقال الصحفي ما يجعله قادرا دائمًا على أن يكون له وجهة نظر مما خلق لديه وعيا وفهما من نوع آخر». وتابع: «نجح وحيد حامد في أن يستمر، وجزء من رحلة استمراريته تتعلق بشغفه وتأمله الدقيق للمدينة وهي مسألة لا يزال محتفظًا بها حتى الآن، هذا بخلاف تجاوزه فكرة كونه كاتبا ليتحول لرجل يعي ويفهم جيدًا كل مقومات الصناعة، فهو يعرف كل شىء عن العمل الدرامي، ويضاف لذلك فكرة تجدده، فقد نجح في أن يعمل مع جميع الأجيال بداية من المخرج حسين كمال مرورًا عاطف الطيب وسمير سيف وصولًالشريف البنداري، وكذلك على مستوى الممثلين من محمود المليجي إلى أحمد مالك». وأكمل: «تشمل منظومة نجاح وحيد حامد أنه نجح في حفر اسمه وسط أبناء جيله من كبار كتاب الدراما فهو دائمًا محارب ومغامر وشغوف ويتأمل الناس بوعي، ويستطيع أن يقرأ المجتمع من أدنى طبقاته إلى أعلاها، لذلك لكل هذه الأسباب وغيرها يبقى وحيد حامد كاتبًا استثنائيًّا». وحيد حامد و محمد ياسين ، قدما معًا أعمالا حققت أصداءً واسعة نظرًا لإثارتها الجدل وهي: الجماعة 1، ودم الغزال، الوعد، محامي خلع.