صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ديوان "ربع قرن لاقتناص تنهيدة"، للشاعرة مروة مجدي ، والديوان الصادر عن "سلسلة إبداعات" هو الثاني للشاعرة، بعد ديوانها الأول " زهرة محاربة " الصادر عن دار الياسمين. يعتبر الديوان الجديد صرخة مكتومة داخل وجدان الشاعرة، عبر تسع وثلاثين قصيدة تتأرجح بين الواقع والخيال، وبين الحقيقة والوهم، يتعرف القارئ على ذات الشاعرة الحقيقية في ديوانها الثاني، بعد أن كان ديوانها الأول بطاقة تعريف لما يختلج داخلها من هموم حياتية عامة. وتقدم مروة مجدي في إصدارها الجديد بطاقة توثيق وتأريخ لهموم خاصة تتشابك مع الوعي الجمعي لسنوات عاشتها من الألم من أوضاع العالم المقلوبة وأحواله الفاسدة، تنهر السكوت في صرخة وجع تطلقها، لتفجر بها ما يعبر عن مكنونها، ولا تستثني نفسها من التوغل في مستنقع العالم فكلما حاولت شق بطنه نصفين لتحوله لجزيرة مضادة للفساد يفسدها هو. تبحث الشاعرة فيه عن ذاتها المفقودة منذ أمد وتسأل عن جدوى ولادتها في عالم يغتال الشباب في عمر الزهور، تحارب الفشل والضعف والعجز والانسحاق والوحدة بقلب جسور وعقل لا يكف عن الطموح في التغيير والسعي الحثيث نحو عالم أفضل يشبه مدينة فاضلة، في طريق طموحها يسحقها العالم فتكفر برغبتها في التحقق وتعتبر الطموح رذيلة، تعري القبح الذي يتزين في صورة جمال مزيف، وتفضل الوحدة عن علاقة سامة مؤذية، وتكتب عن الاغتراب داخل الوطن والعائلة والأسرة، وتصف العوالم التي تنمو وتتشكل كل يوم داخلها كالشعر والموسيقى والفن، وتكشف عن ولعها بالحرية والجمال، لكنها تنغمس في سؤال الحياة، ما الجدوي مني ومنك، فتظهر الروح الصوفية متألمة من كل هذا الفساد، فتقرر أن تحلق مبتعدة عن وحول العالم. غلاف ديوان " ربع قرن لإقتناص تنهيدة "