د. هبة عبد العزيز بعد انقضاء سنوات على الزواج يقوم جهاز الاستقبال عند الرجل بتحديث نفسه تلقائيا وهو ما يتطلب احتياجات جديدة تبحث عن الرومانسية والحب الطازج ولا أحد يستطيع أن يلومه على هذه المشاعر المتأججة ولكن لا أحد أيضا يمكنه أن يلوم زوجته لأن أجهزة الاستقبال عندها لم تعد تتلقى اشارات أو تستقبل رسائل رومانسية من جانبه. وهذا يعنى أن جهاز الاستقبال عندها تغيرت موجته نتيجة التغيرات المناخية الأسرية مقابل النزق العاطفى الذى سبق عاصفة الزواج وبذل فيه الرجل مجهودا عظيما ما بين مشاعر واهتمام والبحث عن أفخر الهدايا وأماكن الخروج المبهرة وبعد طيه لعقد الزواج فى محفظته، أصيب بحالة من التخمة العاطفية وأصبح طريح المنزل فى انتظار ما لذ وطاب من الطعام من حرمه المصون ويا حبذا لو حدثت مناقشات آلت إلى صراخ وزئير ربما ساعده فى الهضم، ثم يحتضن موبايله على سبيل الهروب من سجن الواقع .. باحثًا عن «كابلات» جديدة لتوصيلها بجهازه الرومانسى غير عابئ بالتشويش الناتج او الشوشرة والأهم جريمة السرقة .. نعم فكيف له أن يقتنص مشاعر ليست من حقه ويرسل أحاسيس لمن لا تستحق!. واللافت للنظر أن النساء تعددت والرجل واحد، هذا الذى يعلنها صريحة « أنثى واحدة لا تكفي » فهو يريد حنية الأم وتدليل الحبيبة واحتواء الأخت واهتمام الابنة ومحادثة الصديقة ومؤثرات مارلين مونرو التى تعزف على غرائزه وتشبع شهواته الهادرة . ولم يقف يوما أمام نفسه ليبحث عن هذا النزح من الاحتياجات الذى لا ينضب حتى آخر عمره ... أو على أقل تقدير ماذا هو بفاعل لتسديد تلك الاحتياجات. حضرة عزيزى الزوج أعرف أنك تريدها امرأة تفوح منها عطور الأنوثة فضلا عن المهارة والشطارة فى إدارة شئونك ومفيش مانع من شوية عضلات للجلد والصبر والتحمل لأعباء الحياة ..وهذا حقك ولن أنكره عليك.. ولكن هل تتعامل معها كأنثى فعلا ؟ هل تتفهمها ..تحتويها ..تحتضنها .. تقويها .. تجدد طاقاتها .. تمتص أحزانها .. تشاركها همومها .. ؟ تذكر دائما أن الأرض مهما كانت خصوبتها لن تؤتى ثمارها مالم تعتنى بها وترويها وتغذيها بكل متطلباتها، وطبعا أرضك أولى بك. ولماذا يعانى البعض اليسير فى المجتمعات الذكورية من شيزوفرينيا متقدة دائما ما بين الرغبة الجارفة نحو أريج الأنوثة والغضب الساطع نحو الأنثى؟.. فالشعور بالبهجة ينخفض حين يصبح المولود أنثى وليس ذكرا والحزن يرتسم فوق الجباه حين تكون الخلفة كلها بنات ويعيش البعض فى حالة «أرنبية» للإنجاب المتكرر أملا فى مولود ذكر حتى لو رزق ب «عشر» إناث ! تصبح الفتاة مواطنة من الدرجة الثانية فى منزل والدها حين يكون لها أخ ولد فتقوم برعايته وخدمته طيلة الوقت، وتوقع على عقد غير مرئى بضرورة الالتزام بالمحاذير على طريقة شكل ملابسها ووقت خروجها وعودتها الى المنزل وإمكانية السفر، أما الولد فهو رجل المستقبل ومن حقه يمارس كل أهوائه ويلبى كل احتياجاته .. فنخلق جيلا جديدا من المتسلطين والعابثين والمتحرشين والمهترئين ..... وتذكر أن إعادة تشغيل «ريسفير» الرومانسية عند زوجتك لا يتطلب أموالا باهظة فلا تلقى بفشلك على شماعة الظروف الاقتصادية والأعباء المعيشية.. وهو أقصر الطرق لإسعادك . * نقلًا عن صحيفة الأهرام