قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية السابق ، إن عملية القبض على القيادي الإخواني محمود عزت، والقائم بأعمال مرشد الجماعة تمثل ضربة قاصمة بالنسبة لجماعة الإخوان المجرمين، فهو بالنسبة للجماعة يعد "الصيد الثمين". وأوضح مساعد وزير الداخلية السابق ، أن محمود عزت هو المرشد الحقيقي للجماعة في الفترة الحالية، فبعد القبض على "بديع" انتقلت شارة المرشد ل"عزت"، لأن نهج الجماعة يقضي بألا ولاية لأسير، وبالتالي فالقيادي الإخواني يعتبر هو المحرك لكل أعمال الجماعة الفترة الماضية. وأضاف "نور الدين" أن محمود عزت من أخطر أعضاء الجماعة المحظورة، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحاول مع آخرين في عهد قيادة سيد قطب للجماعة، إغراق القناطر الخيرية، في الوقت الحالي فإن عزت يقود العمل السري للجماعة ويتولي التنسيق بين أعضاء وقيادات الجماعة في الداخل وفي الخارج بقطر وتركيا، وفي الدول العربية، كما خطط وساهم في ارتكاب العديد من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش. وتابع مساعد وزير الداخلية، أن "عزت" هو من يقود الفترة الأخير الحروب الإليكترونية الممنهجة للجماعة، أو ما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس، وهدفه من ذلك التشكيك في كل شئ، والتشكيك في إنجازات الدولة المصرية، وبث روح اليأس، وقتل التفاؤل في نفوس المصريين، وكذلك التشكيك في مصداقية الحكومة وجهود الرئيس في بناء الدولة وتحسين مستوى المعيشة. وعن اختفاء القيادي الإخواني طوال تلك الفترة، يقول اللواء محمد نور الدين، إنه يستخدم هواتف الثريا المتصلة بالقمر الصناعي لصعوبة تتبعها، ولا يعلم إلا قلة قليلة جدا بمكان تواجده في مصر، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، كما أنه بالرغم من ذلك فهو دائم التنقل بين عدة أماكن، وكذلك فإن القيادي الإخواني بارع جدا في التخفي والبقاء بعيدا عن العيون، ولهذا أفلح في الإفلات من قبضة رجال الأمن طوال تلك المدة. ويشير "نور الدين" إلى أن الأمن بذل جهودا خرافية طوال الفترة الماضية في ملاحقة محمود عزت، خاصة وسط ما أشاعه أعضاء الجماعة بأن القيادي الإخواني موجود في غزة وتركيا، لتضليل رجال الأمن، ويعد ذلك من "حرب التمويه" التي تنتهجها الجماعة، إلا أن الأمن المصري لم يستسلم، وظل يلاحقه لمدة 7 سنوات. وتضمن مجهود قوات الأمن، طبقا لمساعد وزير الداخلية، عمليات ناجحة لاختراق الجماعة، والنجاح في تجنيد مصادر سرية، جمع معلومات على أعلى مستوي، عن طريق جهازي الأمن الوطني ويليه الأمن العام، ورغم أن "عزت" دائم التنقل، ويحافظ على سر مكان وجوده لأقصى درجة، كما أن الأمن وصل فيما سبق لأماكن تواجده، لكنه استطاع الهرب قبل مداهمة مكان تواجده بعدة ساعات، واستطاعت قوات الأمن القبض عليه في النهاية، بعد استصدار إذن النيابة، كما عثر معه على كنز ثمين يتمثل في هواتفه وجهاز الحاسب الخاص به والذي يحوي بالتأكيد معلومات في غاية الأهمية. وعن تأثير تلك الضربة الأمنية الناجحة على الجماعة الإرهابية، فيقول اللواء محمد نور الدين، أن أنشطة الجماعة ستصاب بشلل مؤقت تيجة تلك الضربة الأمنية، وسيتبع ذلك ضبط المزيد من العناصر النشطة للجماعة، بعد تفريغ المعلومات من الأجهزة الإلكترونية الخاصة به، واستجوابه شخصيا.
