عبدالله عبد السلام أفق جديد الشيء الذى تحصل عليه جاهدا، أحصل عليه أنا مجانا. أنا النموذج الكامل. سأحدد الأشياء التى تحلم بها. عليك أن تعرف من أنا. أنا النموذج المثالي.. هكذا تمضى الأغنية الترويجية الخاصة بنجم المصارعة الاستعراضية الأمريكى دولف زيجلرالشهير بلقب المتباهي. وهكذا يحلو لنيتانياهو تصوير نفسه فى حلبة السياسة الإسرائيلية بل العالمية. قبل شهرين، أبلغ نيتانياهو الإسرائيليين: اخرجوا، تناولوا القهوة أو أى مشروب آخر، وقبل كل شيء، استمتعوا. يومها اعتقد أن سياساته واجراءاته قضت على كورونا. تولى شخصيا قيادة الحرب ولم يفوض أحدا حتى لا يأخذ (الشو) منه. آنذاك أيضا، قال: حتى الآن، أنجزنا أفضل من أى دولة أخري. كان يومها ينتظر مكالمات من زعماء العالم، يسألونه فى إعجاب: كيف فعلتها؟. الآن، عليه توقع أن يرن جرس تليفونه ليس لطلب النصيحة بل لسؤاله: ماذا جري؟. طيلة الأسابيع الماضية، لا تتوقف المظاهرات المنددة بإدارته الأزمة التى تفاقمت كثيرا، فبعد أن كانت الاصابات بالعشرات، أصبحت تدور حول ألفين يوميا، وليصرخ المتظاهرون: مللنا منك ومن سياساتك وفسادك. رفض أى دور للجيش حتى لا يعطى لخصمه وشريكه بالائتلاف وزير الدفاع جانتس الفرصة للظهور. يتخذ القرارات بمنتصف الليل دون إعلام شركائه مسبقا. وبعد أن كانت البطالة 3.4% قبل تفشى كورونا، حسب مجلة الايكونوميست، أصبحت 21%، مع تراجع متوقع للنمو بنسبة 6%. ولم تساعد محاولاته توفير السيولة المالية عبر مساعدات عينية للأفراد والأسر فى تنشيط السوق. لم يستمع لنصائح أحد. شخصيته وثقته المطلقة بنفسه تجعله غير قادر على ذلك. يتصرف دائما وعيناه على محاكمته بتهم الفساد والرشوة وخيانة الثقة. أدت قراراته بتجميد الأنشطة إلى تأجيل الجلسات إلى يناير المقبل، عندها سيضطر للظهور 3 مرات بالمحكمة، وهذا ما لايريده. كان يمنى نفسه بإنجاز مذهل على صعيد الوباء، يجعله يتفادى المحاكمة عبرتحويل الأنظار والدعوة لانتخابات جديدة. فى جعبة المتباهى الكثير لإبعاد حبل العزل السياسى عن رقبته. لكن ليس من بينها، ابتلاع كرامته والتفاهم مع خصومه، أو الاتصال بزعماء آخرين طالبا النصيحة.. إنه يرى نفسه النموذج الكامل. نقلا عن صحيفة الأهرام