د. هبة عبد العزيز منذ أكثر من سبعة آلاف عاما كان قدماء المصريين يشيدون المعابد والقصور وينحتون الحضارة العريقة على جدرانها، بينما كانت معظم الدول عبارة عن قبائل متفرقة فى الصحارى يلتحفون السماء، والبعض الآخر لم يكن له مكان على وجه البسيطة، وحين نهضت القارة الأوروبية من غفوتها كان شغلها الشاغل أن تنقب عن الآثار الفرعونية والبحث عما يسمى «لعنة الفراعنة» ولم يصل مئات العلماء الى تفسير علمي لهذه الظاهرة الى أن توصل عالم ألمانى الى أنها ظاهرة ثقافية فى المقام الأول، وحين قام هوارد كارتر بإفتتاح مقبرة توت عنخ آمون 1922 كان أول ما لفت انتباهه النقوش المرسومة عليها التى تقول « سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك « وفى يوم 6 نوفمبر من نفس العام ذهب هوارد الى اللورد كارنرفون يقول « أخيرا اكتشفت شيئا رائعا فى وادى الملوك وقد أسدلت الغطاء على الأبواب والسرداب حتى تجيء وترى بنفسك وذهب اللورد مع ابنته يوم 23 نوفمبر الى الأقصر..وبدأت اللعنة بعصفور كنارى ذهبى تركه مع مساعده فوضعه على الشرفة ليلتقط نسمات الهواء وفجأة سمع صرخة استغاثة وهنة فهرول نحوها ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص وقام بقتل الثعبان إلا أن العصفور ايضا مات، حينها قيل إن العصفور مات مع فتح المقبرة حيث إن الثعبان يوجد على التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. كما جاء فى كتاب « سرقة ملك مصر » للكاتب محسن محمد. وعلى المستوى الحديث تعرضنا للاحتلال العثماني عام 1517 والحملة الفرنسية عام 1798 و للاستعمار الإنجليزى 1882 م، وما كان من شعبنا وجيشنا إلا أن لقنوهم دروسا متنوعة فى الصلابة المصرية واللهجة العامية والأكلات الشعبية والنكات والإفيهات وأبوهم السقا مات، ونفضت أرض طيبة غبار المستعمرين، ولم تتحدث مصر عن نفسها يوما فحين جاءت ثورة يوليو وقف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر متحدثا عن القومية العربية وكعادته أرسل الجيش المصرى العظيم قواته الى الجزائر وليبيا واليمن وبلاد الشام وتحولت دماء أبطالنا الى غيث يروى الأراضى العربية.. وكما قال صلاح جاهين «على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء..بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب «. أما وأن يتطاول على هويتنا أحد فهو المستحيل بعينه، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية والمجتمعية الراهنة التي خلفتهما الأعاصير الكورونية إلا أن النواة المصرية داخل كل مواطن من ال 100 مليون حولته بقدرة قادر الى جندى مغوار، وهو ما اتضح جليا بعد التجاوزات التركية فى ليبيا فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتحولت الى ساحات حرب وانطلق الهاشتاج الى # كلنا الجيش المصرى، # تحيا مصر، # حى على الجهاد، # دقت طبول الحرب.....، وغدا الجميع على أهبة الاستعداد، الرجال والنساء والشيوخ والشباب وحتى الأطفال وتحول المزاج المصرى الطربي إلى دندنة نشيد «اسلمى يا مصر» الذى جاء فى الفترة من 1923 الى 1936 م من تأليف مصطفى صادق الرافعى وتلحين صفر على ومن أبياته: فى دفاعى وجهادى للبلاد** لا أميل لا أمَّل لا ألين لك يا مصر السلامة ** وسلاما يا بلادي إن رمى الدهر سهامه** أتقيها بفؤادى * نقلا عن صحيفة الأهرام