عبدالله عبد السلام أفق جديد فى أثناء الإعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008، سأل جو بايدن، المرشح نائبا لأوباما، الخبراء الذين قدموا خطة الإنعاش الاقتصادى بعد الأزمة المالي ة الشهيرة: أين القمر؟ «قاصدا أن أفكارهم ليست طموحة بما فيه الكفاية»، فردوا: ليس لدينا خطة له. المرشح الديمقراطى للرئاسة 2020 مهووس بأفكار هلامية عن إنجازات غير مسبوقة لإعادة بناء أمريكا . غالبية الاستطلاعات، تضعه بالمقدمة، مما يعنى أنه سيكون الرئيس المقبل ما لم تحدث معجزة على غرار ما حدث 2016، عندما فاز ترامب رغم أنف الاستطلاعات والخبراء والإعلام، فأى رئيس سيكون هذا الرجل الذى تدرج سياسيا فى أحضان المؤسسة الحاكمة بواشنطن، ولم يكن غريبا أو خارجا عليها، مثل ترامب؟. أهم ما يميزه استعداده لفعل أى شيء كى يكون رئيسا. أفكاره ليبرالية وسطية، لكنه رأى أن قاعدة حزبه تحركت يسارا بعد أن أخذ ترامب السياسة الأمريكية لأقصى اليمين، فقرر أن يكون تقدميا ويساريا. اقتبس كثيرا من أفكار خصومه الاشتراكيين من الديمقراطيين الذين نافسوا على الترشح، كبيرنى ساندرز وإليزابيث وارين. السياسة الخارجية، فى عهد «الرئيس» بايدن ستكون مزيجا بين سياسات أوباما و المزاج التقدمى الجديد للحزب الديمقراطي . هناك نقاش بين الديمقراطيين حول الشرق الأوسط الذى يشهد أحداثا وتغيرات درامية حاليا، ومع ذلك، فإن الرأى السائد من عهد أوباما أن الأمر لا يستحق هذا الاهتمام المتواصل منذ عقود، لدرجة أن مارتن إنديك مبعوث السلام السابق قال: أمضيت عمرى المهنى داعما دوراً أمريكيا نشطا بالمنطقة، الآن لم أعد متحمسا. آسيا، بنظر الديمقراطيين، أهم جدًّا. لكن ذلك لن يمنع من توجيه انتقادات لسلوك بعض الحكومات بالشرق الأوسط، وهذه ستكون إضافة الجناح التقدمى الديمقراطي. بايدن المؤمن بالعودة إلى الطبيعى بعد سنوات ترامب العاصفة، سيكون ممزقا بين تنفيذ رؤيته الواقعية وتلبية طموحات التقدميين واليساريين، فى سياسة خارجية أخلاقية تهتم بحقوق الإنسان والحريات الدينية ولا تتورع عن الاحتكاك بالدول حول هذه القضايا. ترامب احتقر العالم، فحاول الانسحاب منه. فى عهد بايدن، علينا أن نتوقع دروسا عن الحرية والديمقراطية والدور الحضارى لأمريكا. نقلا عن صحيفة الأهرام