عبدالله عبد السلام أفق جديد في عام 1955، وقعت مصر والاتحاد السوفيتي اتفاقا بقيمة 250 مليون دولار لشراء أسحلة سوفيتية فيما عرف بصفقة الأسلحة التشيكية، إذ تم تمرير الصفقة عبر تشيكوسلوفاكيا. أحدث الاتفاق تغيرا كاسحا بقواعد اللعبة الدولية، إذ أصبح لموسكو موطئ قدم بمنطقة ظلت حكرا علي الغرب. شيء من هذا القبيل يحدث حاليا، مع اتفاق الشراكة الاقتصادي والعسكري الصينيالإيراني، الذي يجعل بكين لاعبا رئيسيا بالشرق الأوسط. الاتفاق مدته 25 عاما، وبمقتضاه، ستضخ الصين 400 مليار دولار بمجالات عديدة كالطاقة والبنوك والاتصالات والسكك الحديدية، مقابل حصولها علي البترول الذي تستورد 75% من احتياجاتها. إنه، كما يري مؤيدو الاتفاق من أنصار الرئيس روحاني ، تعميق للتعاون إلي أقصي مدي، لمواجهة إصرار أمريكا علي خنق إيران اقتصاديا وسياسيا، بينما هو بيع كامل لإيران وتسليم مفاتيحها للصين، حسب المعارضة الإيرانية ومنتقدين داخل النظام الإيراني ، يتحدثون عن بنود سرية تضمن سيطرة بكين علي جزيرة إيرانية وميناء استراتيجي. الرئيس السابق أحمدي نجاد وصفه بالمريب الذي يضع البلاد تحت رحمة الصين، كما حدث لدول آسيوية وإفريقية عديدة رهنت مرافقها الأساسية لبكين بعد تراكم الديون عليها. لكن الصين، التي ظلت تاريخيا لاعبا هامشيا بالمنطقة، تفتح بالاتفاق فصلا جديدا في دورها العالمي المنتظر، وتؤكد مرة أخري أنها ماضية في رحلة الصعود شاءت واشنطن أم أبت. لقد حاول ترامب عرقلة الرحلة من خلال عقوبات تجارية قاسية لدرجة جعلت بكين تخشي أن أمريكا تحاول جعلها إيران المقبلة، أي دولة منبوذة عالميا، كما يري الصحفي الأمريكي إيلي لاك. ولأنها تشعر بأنها قوية بما يكفي لتحمل أي عقوبات جديدة، فإنها علي استعداد للمضي قدما في تنفيذ هذا الاتفاق، مستغلة الركود المتوقع للاقتصاد الأمريكي والتخبط في معالجة وباء كورونا. إيران افتتحت موسم الهجرة للصين، وسيتبعها أنصارها بالمنطقة. وقبل أيام، تحدث حسن نصرالله أمين عام حزب الله عن الاتجاه شرقا ونبذ الغرب لحل أزمة لبنان الراهنة. إنه تغيير كبير برقعة شطرنج المنطقة.. بكين تريد تحدي الملك الأمريكي، وهناك فيلة وأحصنة وبيادق مستعدة لدعمها. نقلا عن صحيفة الأهرام