د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة يوم أمس (14 يوليو) صادف احتفال فرنسا والعالم بذكرى قيام الثورة الفرنسية فى عام 1789 ، وهو اليوم الذى حطم فيه الثوار سجن قلعة الباستيل منذ مائتين وواحد وثلاثين عاما. ورغم الأحداث الدموية التى شهدتها تلك الثورة، والانتكاسات التى صادفتها، فإنها كانت وسوف تظل واحدة من أهم أحداث تاريخ العالم الحديث، والتى أصبح تاريخ أوروبا والعالم بعدها يختلف عما كان قبلها. واستمرت أحداثها الدرامية والمثيرة ما يقرب من عشر سنوات يقسمها المؤرخون عادة إلى ثلاث مراحل، أولاها مدتها ثلاث سنوات من يوليو 1789 استمرت فيها الملكية الدستورية، وتأسست الجمعية الوطنية (البرلمان)، ووضع أول دستور لفرنسا، واصدر البيان التاريخى عن حقوق الإنسان . أما المرحلة الثانية فقد امتدت من 1792 إلى 1794 وفيها ألغيت الملكية وأعدم الملك وأقيم نظام جمهورى متشدد. غير أن المرحلة الثالثة من 1794 إلى 1799 شهدت تراجع التيار الثورى، و عودة القوى البرجوازية فى ظروف شجعت الضابط نابليون بونابارت على إقامة نظام دكتاتورى. وإجمالا، حطمت الثورة الحكم الملكى المطلق، وأقرت أفكار الفصل بين السلطات، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة و حرية التعبير. ورفعت شعار الحرية والمساواة والإخاء. وقضت الثورة الفرنسية على النظام الإقطاعى الذى كان سائدا فى أوروبا مفسحة المجال لتطور النظام الرأسمالى المتحرر من هيمنة الدولة ، وألغت الحقوق الإقطاعية و امتيازات النبلاء ورجال الدين، وصادرت أملاك الكنيسة، وأقرت مبدأ حق المواطن فى التعليم الإجبارى والمجانى .غير أن مصر لم تكن بعيدة أبدا عن تأثيرات الثورة ة الفرنسية ، وهو ما تبدى فى الأساس فى حملة نابليون بونابرت على مصر (1798-1801) والتى أحدثت, مع قصرها, تأثيرات هائلة متعددة ربما كان فى مقدمتها كشف حجر رشيد وبداية علم المصريات!. نقلا عن صحيفة الأهرام