د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة تم القبض على السيد محمد هاشم صاحب دار ميريت للطباعة والنشر بناء على بلاغات قدمت ضده من بعض السيدات والفتيات بالتحرش بهن، وهذا الاتهام بالتحرش أمر مؤسف للغاية، لأن دار ميريت هى من دور النشر المتميزة فى مصر. ولكن يبدو أن صاحب تلك الدار كان أول من أساء لها ولسمعتها الطيبة! فذلك أمر لا يمكن أن يغفر له أى سلوك شائن، إذا ثبت عليه، فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته. هنا أرجو أن يسمح لى القارئ العزيز بأن أروى واقعة شخصية بمناسبة القبض على السيد هاشم. ففى فبراير 2014 وعقب تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الوزارة فى ذلك الوقت، تصادف أنى كنت معه فى مقر رئاسة الوزراء، فقدمت له التهنئة الواجبة، وقال إنه قد يحتاج منى لبعض المعلومات فى مهمته الصعبة. قلت له لدى أول اقتراح وهو أننى ارشح نفسى لوزارة الثقافة! قال لماذا؟ قلت له لأننى كنت عضوا بلجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى، لخمسة عشر عاما متوالية، وأعددت تقريرا أفخر به كثيرا عن الثقافة فى مصر، ولدى أفكار كثيرة بشأنها، خاصة أننى أومن بأن ثروة مصر الأساسية ومكمن قوتها وتأثيرها هى الثقافة بأوسع معانيها وبكل فروعها. فقال، حسنا.. فليكن ذلك أول ترشيح! غير أن المفاجأة التى كانت صاعقة لى هى حالة الرفض السريع والحاد من جانب بعض المنتمين للوسط الثقافى، بعد لحظات من شيوع الخبر، وأتذكر أن أحد أبرز الاعتراضات جاءت من السيد محمد هاشم الذى قال إن ذلك الاختيار يؤكد استخفاف واستهانة محلب بالمثقفين، وقال: أمامنا أيام سوداء على مايبدو!، وقد دفعت ردود الأفعال تلك المهندس محلب للتراجع فورا عن قراره. وقد شعرت بالإهانة الشديدة فى حينها من ذلك الموقف، ولكنى أدركت بعد ذلك أنها كانت نعمة كبيرة، مصداقا للآية الكريمة: «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون». (البقرة 216). * نقلًا عن صحيفة الأهرام