مهما تكن كمية الحماقة في تصرفات حكومة السراج، التي لم تكتف بأن تخضع لسطوة a href='Search/ال فصائل الإرهاب ية.aspx' ال فصائل الإرهاب ية وإنما ذهبت بعيدا لاستقدام التدخل العسكري التركي لكي تزيد الأزمة الليبية تعقيدا فوق تعقيد، فإن بمقدور الشعب الليبي أن يصحح هذه الأخطاء والخطايا لو أنه استشعر عونا ودعما ملحوظا من الأشقاء العرب لكي يشعر الليبيون أنهم محل اهتمام أمتهم، وأن مخطط السراج وأردوغان لفرض عزلة علي ليبيا بعيدا عن محيطها العربي لن يكتب له النجاح لأن الأمة بأفكار مثقفيها ومشاعر شعوبها ومواقف دولها سوف تقلب الموازين عندما يصل صوتها إلي أسماع الليبيين ويجعلهم يحسون بالأيادي العربية تمتد إليهم بالعون والمؤازرة. إن غضب الليبيين من حماقة حكومة السراج غضب ليس له حدود، لأن ذاكرة الليبيين لم تنس بعد جرائم وفظائع الاحتلال العثماني التي فاقت في بشاعتها جرائم الاحتلال الإيطالي الذي ابتليت به ليبيا في إطار صفقة رخيصة بين العثمانيين والإيطاليين. وفي اعتقادي أن ما وقع في مجلس الأمن قبل أيام واتفاق أغلب المتحدثين علي المطالبة بوقف التدخلات العسكرية الأجنبية والمقصود بها أساسا التدخل التركي قد أعطي للتيار الليبي المعارض للغزو التركي دفعة معنوية تساعد علي تفعيل نشاط هذا التيار في مختلف أرجاء الوطن الليبي وتأكيد عمق الرفض الشعبي لتدنيس الأرض الليبية بأقدام أحفاد العثمانيين ومن يستقدمونهم من التنظيمات الإرهابية التي كانت تستخدمها تركيا لتعقيد الأزمة السورية علي مدي سنوات! ولا شك في أن كلمة الوزير سامح شكري أمام المجلس قد أحدثت أثرا إيجابيا داخل الشارع الليبي الذي كما قلت في البداية كان يتطلع إلي سماع صوت عربي قوي يؤيد المشاعر الوطنية المتطلعة لدفء الإحساس باهتمام الأمة العربية وحرص العالم العربي علي إجهاض أحضان الأطماع التركية! إن هذه لحظة فارقة تستوجب من الأمة العربية أن يكون لها صوت مسموع يزيد من عزم و إصرار شرفاء ليبيا علي الصمود في مواجهة من ربطهم جميعا في التآمر علي ليبيا حلف غير مقدس استدعي فيه السراج أردوغان الطامع في النفط والغاز ومعه تميم الذي يبعثر أموال الشعب القطري لخدمة أهداف ومقاصد اسطنبول بالتعاون مع فصائل الإرهاب التي أصبحت مجرد ذيول أو مخالب قطط لمن يدفع. ويا لسخرية القدر أن يستنكر ممثل حكومة السراج أي مشاركة لدولة الإمارات العربية في أية جهود بشأن الأزمة الليبية ولا يستحي أن يفاخر بالدور الذي تلعبه تركيا تحت غطاء الموافقة غير الشرعية من جانب حكومة الوفاق والحمد لله أنه لم يحتج علي كلمة أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية ولم يطالب باستبعاد الجامعة من أية جهود عربية أو دولية! خير الكلام: نحلة واحدة لا تفرز العسل! نقلا عن صحيفة الأهرام