علي خلفية التراشق الأحمق بين نفر من العلمانيين ومعارضيهم بسبب جملة قالها الفنان يوسف الشريف بأنه يرفض المشاهد الساخنة انتفضوا في حملة تشويه شرسة ومفتعلة - فيما يبدو - لإثبات وجودهم بخطاب متعصب إزاء كل ما هو ديني، وكأنّ الدين والعلمانية لا يمكن أن يلتقيا، تماماً مثلما يتسم الخطاب. وقد فشل العلمانيون في أي اختبار دخلوه بداية من رفض الآخر، ومرورا برفضهم الاحتكام لصناديق الانتخابات وقهر الرأي المعارض ورفض الحريات الشخصية لمخالفيهم، ثم مساندة الاستبداد بلا حياء سياسي أو إنساني، وربما عمد بعضهم للزج بخصومه للسجون بادعاءات غير حقيقية، وهم يعتبرون أي شخص لديه أي قدر من التدين عدوا محتملا ويضعونه في خانة الإخوان الديني بالتعصب ضد كل ما هو علماني. ولذا فإن أكثر الناس إساءة للعلمانية هم أدعياء العلمانية في مصر؛ فهم ليسوا علمانيين ولكن "أدعياء"، وهم سبب إدراج العلمانية في الوعي العام بوصفه مصطلحا "سيء السمعة" ذلك لأن: العلمانية تقف على مسافة واحدة من الجميع ومن الأديان والأيديولوجيات والأفكار والأحزاب والمذاهب الفلسفية، وتحفظ للجميع حقوقهم في التعبير عن وجودهم وتكف أيدي المخالفين عنهم. ولكن العلماني المصري مختلف فهو يرى نفسه "وحده لا شريك له" الذي له الحق في الحياة .. أما المخالفون فلا حقوق لهم بما فيها حق الحياة والوجود والتعايش معه تحت سقف وطن واحد، ولذلك فهم المعادل اللاديني للتيار التكفيري و الإرهابي ، وصحيح لدينا بعض العلمانيين ولكنهم بلا علمانية.. بلا تيار حقيقى يسرى فى نخاع المجتمع. وهذه هى أهم المشاكل التي تواجه العلمانية، مشكلة الأفراد والجزر المنعزلة التي لا تتجمع إلا لتفترق، تطغى خلافاتهم الأيديولوجية من اليسار واليمين على اتفاقهم المبدئى فيكونون هم أنفسهم حملة أكفان علمانيتهم، ثم تأتى المشكلة الثانية وهى أن العلمانية المصرية حتى الآن لم تؤسس مشروعاً، وإنما هى ردود فعل فإذا ما أراد العلمانيون أن يكون لهم تواجد - وهذا مطلوب الآن وبشدة - فإن التحدي الأكبر أمام الخطاب العلماني هو في أن يوضح لرجل الشارع أن هذا الفكر لا يتعارض مع الدين، وأن يتم الإلحاح على التمييز بين العلمنة المطلقة والعلمنة المتدينة، وإيضاح أن التيار العلماني المصري لا ينادي بالعلمانية المتطرفة أو المتشددة، بل بالعلمانية التي لا ترفض الدين وتحتقر المتدينين. والتحدي الآخر في تبسيط مفهوم العلمانية لتقريبها إلى رجل الشارع، فالخطاب العلماني الحالي مغرق في الطابع الفلسفي، وهو أمر يسعى الفكر العلماني الجديد للتقليل منه لتقديم العلمانية في شكل أكثر تبسيطاً يجعل منها مفهوماً مساوياً لمفهوم التفكير الواقعي العقلاني، وقد يكون من المناسب الاستغناء عن مصطلح الدولة العلمانية ليحل محله مصطلح الدولة المدنية مثلا في تطوير خطاب سياسي وثقافي قادر على الوصول إلى رجل الشارع متجاوزاً التشويه الذي أصاب مصطلح العلمانية. ولذا فمن الضروري أن يوضح الخطاب العلماني أنه لا يعادي رجال الدين، فهناك رجال دين عقلانيون ويتسم فكرهم بالعقلانية والنسبية؛ ولهذا من المناسب، أن تقتصر انتقادات العلمانيين على رجال الدين الذين يحاولون ممارسة ثقافة الوصاية على الشارع، ثم تشجيع التعددية، أو العقلانية، ومساعدة المواطن العادي على تفعيل عقله لاستخدام الديمقراطية كآلية لإدارة الاختلاف. أقول ذلك لتصحيح مسار هذا التيار الغائب مكتفيا بالرطانة المتعالية حتى لا ينطبق عليهم قول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ). ببساطة لو أعدمنا كل متحرش لن تكفي المشانق كل ضعف عربي يضاف لقوة إسرائيل الكارثة عندما يتحول الإعلامي لناشط لا توجد "متعة" ألذّ من الحلال هم كالجار الثامن لاتشملهم الوصية وتظن إنك (حورمت) ولكنك (روحمت) إخصاء ال متحرش هو الحل العادل طبقة سياسية فاسدة تقتل حيوية لبنان عملك الصالح صاحبك الوحيد دنيا وآخره الجاهل من ترك يقينه لظن ما عند الآخرين الحب لا يحتاج المثالية .. يحتاج الحقيقة لا تقترب منه كثيرا ليظل الجميل جميلا